أنت هنا

قراءة كتاب عندما تصمت طيور الوطن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عندما تصمت طيور الوطن

عندما تصمت طيور الوطن

"عندما تصمت طيور الوطن"، مجموعة شعرية للشاعر سهيل عيساوي  عن دار الميسم للطباعة والنشر، تشتمل على 25 قصيدة، مقسمة إلى أربعة أبواب، وهي:

تقييمك:
4.45455
Average: 4.5 (11 votes)
دار النشر: سهيل العيساوي
الصفحة رقم: 1

مقدمة

الذي أثار انتباهي عند هذا الشاعر الأديب الفلسطيني ، سهيل عيساوي، هو مواكبته للأحداث، وغزارته الإنتاجية، وتنوعه الفني والأدبي...
كثير السفر والإبحار في الكلمة الأدبية الجميلة. إذ نجده يتنقل كالفراشة السعيدة، وكالنحلة النشيطة من زهرة إلى أخرى. فنجده مبحرا في كل الأجناسيات تقريبا. نجده في المقالة، والخاطرة، والتأملات، والتاريخ، والقصيدة.
وهذا إن دل على شيء ، فإنما يدل على عشقه الكبير للتحليق في عالم الكتابة والأدب . كما نـتبـين – نحن كمتلقين- أنه مثل السمكة لا يمكنها أن تعيش خارج الماء. فسهيل كذلك لا يمكنه أن يعيش بمنأى عن الكتابة، وخارج حدودها. وهو العاشق للكلمة، والكتابة، والبحث، والتأريخ حتى النخاع.
إنه يفاجئنا بين الفينة والأخرى بجديده المتميز. فبعد( وتعود الأطيار إلى أوكارها)، و( فردوس العاشقين)، و(تشرق أسطورة الإنسان)، و(قصائد تغازل الشمس)، ها نحن أمام إضمامته الخامسة. فقد اختار لها كعنوان دال ، ومتميز: ( عندما تصمت طيور الوطن).
إنها مجموعة شعرية مغايرة من حيث الشكل لما سبق. خاصة عندما نعلم أن الوطن الفلسطيني فقد كثيرا من طيوره التي صمتت صمتا أبديا.
نعم... إن سهيل عيساوي، صوت شاعري ، فلسطيني، حداثي ، شاب ، جديد...هذا لا ينكره أحد...واستطاع أن ينحت اسمه بين أسماء فلسطينية كبيرة... كالشاعر صالح زيادنة، والشاعر يعقوب أحمد يعقوب، والشاعر كاظم إبراهيم مواسي، والشاعر عصام الديك، وغيرها من الأسماء الفلسطينية اللامعة.
والجميل أننا نراه في هذه المجموعة الشعرية ( عندما تصمت طيور الوطن)، ينبعث من رماده كالفينيق ، خاصة وان كل قصائد المجموعة كتبت في فتـرة زمنية تمتد على أربع سنوات، أي بين 2004 و 2008، كما حددها الشاعر نفسه كملاحظة على صفحات المجموعة الشعرية.
وعندما نراجع هذه السنوات، نجدها ليست سنوات عجافا، بل سنوات حابلة بالأحداث، والقضايا... سنوات عرف فيها عالمنا العربي نكبات، ونكبات...
وسهيل عيساوي كان القلب المفجوع على هذه الأمة، أمام هذه النكبات والضربات القاسية، والتي كانت تحت الحزام ...وكان العين اللاقطة لكل الصور الدامية. وكان– أيضا - اللسان المعبر عن آلامها وآهتها، وحردها.
هذا يجعلنا ننعته وبكل فخر، أنه شاعر إنساني بامتياز... وشاعر قومي، ووطني بلا منازع.
والسؤال المطروح: لم هذا العنوان( عندما تصمت طيور الوطن).؟ من هي هذه الطيور؟ وما ذا يقصد بهذا العنوان وإلى ماذا يرمز إليه ؟.
إن الطير من صفاته الزقو والإنشاد... والشاعر من طبعه الزقو والإنشاد...وعندما يتألم يصمت. وطبيعي أن لكل وطن طيوره المهاجرة والقاطنة... وسهيل عيساوي واحد منها...
لكنه لا يلبس ثوب النرجسية، والتعالي، والعنجهية... بل نجده يوظف شعره وشاعريته لتمجيد هذه الطيور، أو تأبينها عند صمتها الأخير...وهذا ما يجعل منه شاعرا إنسانيا ، وقوميا، ووطنيا...
نعم... صمت طيور الوطن يجعلنا نـتحسر... ونبكي... ونـتذكر... ونـتـرحم... ونؤبن... إننا نـتـذكر من خلال هذا العنوان الرمزي طيورا كثيرة صمتت،من: هارون رشيد،وبسيسو،وكنفاني، وطوقان،السنتيسي، إلى درويش... وغيرهم.
فهذه الطيور حملت القضية الفلسطينية، والعربية، وغنت للقضية، ودافعت عنها بشعرها و قلمها، ومواقفها... وأسمعت صوت الأرض لكل الأرض...
لكن ما ذا يحدث عندما تصمت طبيعيا أو قهريا هذه الطيور؟...
يكون الألم، وتكثر المفارقات، وتكثر أوجاع الوطن...
هل يمكن أن نقول : إن هذا العنوان( عندما تصمت طيور الوطن)، هو عبارة عن بكائيات وتأبينات الشاعر سهيل عيساوي على أوضاع الأمة، ورفقاء الدرب؟. هل هو نوع من النحت على الذاكرة حتى لا يتم النسيان، والتغاضي؟ وبالتالي يكون الانفلات، والمحو التدريجي؟...
إن سهيل عيساوي في داخله يكمن الشاعر المؤرخ... لذا يهتم بطيور وطنه، ويخلدها بشعره.... وهذا كله جانب من جوانبه الوطنية والإنسانية، والقومية في شعره..
عندما نتجاوز عتبة العنوان، والتي تبقى مفتوحة على التأويل، والتمثل والتفسير، والخاضعة للظرفية الزمانية. نجدنا وجها لوجه أمام الجواب عن العنوان. أي أننا نصل إلى النتيجة الحتمية.

الصفحات