أنت هنا

قراءة كتاب قصة كليم الله موسى عليه السلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قصة كليم الله موسى عليه السلام

قصة كليم الله موسى عليه السلام

هو موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم عليهم السلام .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 7
ولما أبى إبليس ، السجود طُرد من الملكوت الأعلى ، قال تعالى : { فاخرج إنك رجيم} ، وقال تعالى : { فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين } . ويقال إن إبليس كان معظماً ومقرباً ، ولما عصى أبعد وطرد . ولما عاين إبليس الحرمان ، سأل الإنظار إلى يوم الدين، فأجابه الله إلى ما سأل، { قال ربي أنظرني إلى يوم يبعثون . قال إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم } و قال : { أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لاحتنكن ذريته إلا قليلاً } قال تعالى : { قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جزاؤكم جزاء موفورا} وقال إبليس عليه لعائن الله لما استوثق من ربه : { قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } . فأعلن العداوة على آدم من لحظة الطرد والإبعاد .
ثم أسكن الله آدم الجنة، وأمره الأكل والتمتع بما شاء من الجنة إلا شجرة نهاه ربه أن يأكل منها ، وخلق الله من آدم زوجه حواء ليسكن إليها { هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها } . وأمر الله آدم وحواء بالتنعم من الجنة وحذرهما من تلك الشجرة :{ ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين } . وحذر الله آدم من إغواء إبليس ليكون منه على حذر: { فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنك من الجنة فتشقى . إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى } ولكن إبليس زين لآدم الأكل من الشجرة، وجاءه من كل جانب، بل وأقسم لهما أنه ناصح لهما فخاطب آدم : { هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى } فسماها شجرة الخلد حتى يطمع آدم وتطمع حواء فيها . وقال لهما : { ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين } وهذا فيه إغراء بالأكل من الشجرة ، ثم أكد قوله بالقسم { وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين } . أقسم إبليس أنه ناصح لهما ، ويريد الخير لهما، فاغتر آدم وحواء بقسم إبليس فأكلا من الشجرة : { فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة } ( ) . فلما عصى آدم ، وعصت حواء ، تبدل الحال، وظهرت السوآت ، فالمعصية شؤم ، وحاول آدم وحواء أن يسترا سوآتهما من ورق الجنة ، ثم ناداهما الجليل ، {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين } ( ) . فأناب آدم عليه السلام وأنابت حواء إلى ربهما ، واعترفا بالذنب ، وطلبا المغفرة من الغفور الرحيم : {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } ( ) . وقال تعالى : { فتلقى آدمن من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم } . وانظر إلى توفيق الله لآدم ، لما عصى ربه إذ هداه للتوبة، فسأله التوبة والمغفرة فتاب الله عليه، وإبليس لما عصى الله خُذل ولم يوفق للتوبة ولم يهتد إليها، فتجبر وسأل الإنظار ليضل الناس عن صراط الله المستقيم . ولله الحكمة البالغة .
ولكن توبة الله لآدم مقرونة بخروجه من الجنة ، فأهبطه الله وزوجه إلى الأرض ، وأهبط معهما إبليس عليه لعائن الله . {قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين(24)قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون(25)} ( ) . وقال تعالى : {قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} ( ) . فعمر آدم عليه السلام وحواء الأرض وأنجبوا ، وكثر نسلهم .
ولم يعرف كم عمّر آدم على الأرض على وجه الدقة ، لكن روى الترمذي وغيره حديثاً في ذكر آخر أمر آدم عليه السلام فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال أي رب من هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ( ) ما بين عينيه فقال أي رب من هذا فقال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود فقال رب كم جعلت عمره قال ستين سنة قال أي رب زده من عمري أربعين سنة فلما قضي عمر آدم جاءه ملك الموت فقال أولم يبق من عمري أربعون سنة قال أولم تعطها ابنك داود قال فجحد آدم فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته ( ) .

الصفحات