قراءة كتاب أصول البحث العلمي في القرآن الكريم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أصول البحث العلمي في القرآن الكريم

أصول البحث العلمي في القرآن الكريم

إن من دوافع هذه الإصدارة؛ ومن أهم الاعتبارات التي تستدعي لكتابتها، وضع الخطوات الأولى للقواعد الأساسية التي تمكن الباحثين من الوصول إلى القوانين والنتائج الصحيحة في بحوثهم، وحتى يطابق ذلك مع النواميس الكونية، ويحاكي الواقع الماثل بكل صوره؛ ولا يتأتى ذلك إلا

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 6

(ج) علوم الأرض:
إن العلوم المتعلقة بالأرض لقد أخذت حيزاً واسعاً في القرآن من حيث لفت الأنظار لمعالجة الإشكالات التي تواجه الإنسان في معرفة عناصرها للاستفادة منها ومكوناتها المختلفة من جبال وبحار وأنهار وتربة أي اليابسة، وأشار إلى كل ذلك في إطار الدلالة الكلية القائمة على الجزء المشاهد التي تؤدي إلى الغيب المطلق حيث قال تعالى في تساءل بسيط : ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ{17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ{18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ{19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾. "سورة الغاشية الآيات:17، 18، 19، 20". هذا لا يتنافى مع حقائق توصل إليها العلم الحديث مثل كروية الأرض، التي لا تتعارض مع مشاهدة الأرض وهى مسطحة أينما حل الإنسان على طرف من أطرافها ولا يشعر على الإطلاق أنها مكورة أو يريد أن يتدحرج منها أو أن يسقط إن هذه نعمة يجب على الإنسان بمجرد التأمل فيها بالإحساس والشعور المادي والمعنوي المعايش حقيقة أن تؤدي إلى الإيمان بالغيب الذي شكلته لنا لوحة التساؤلات السابقة المتعلقة بالمخلوقات ذات الفائدة على الأرض وكيفية خلقها الله والجبال المنصوبة على الأرض كالخيام لقوله تعالى : ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً{6} وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً ﴾. "سورة النبأ:6، 7"؛ يا لها من لوحة جعل من رسمها في النفس كمالها وجمال صورتها حيث كانت السماء المرفوعة كالخيمة المشدودة سقفها عالياً في قبتها وواسعة في أطرافها التي تتراءى للمرء وكأنها مشدودة على الأرض في دائرة لقوله تعالى : ﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً ﴾."سورة النبأ آية 12". ثم أبدع المبدع في تصوير الشمس وهى في أعلى هرم قبة السماء كأنها السراج المنير الذي يتوهج من شدة ضوئه ينير للعالمين سطح الأرض والفراغ الذي بينها وبين قبة السماء وأطرافها المترامية.
وفى هذا الإطار ثمة تساؤلات طرحها القرآن عن الأرض وعناصرها مذكراً للاستفادة العلمية منها؛ ثم التفكر فيها إذا كانت عن طريق منهجه سوف تؤدي إلى الحقائق المغيبة؛ حيث قال تعالى : ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ{14} هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ{15} أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾. "سورة الملك الآيات: 14، 15، 16". فالإجابة على تلك الأسئلة قطعاً تؤدي إلى كمال الحقائق العلمية التي تربط المحسوس المادي بالغيب والتي تدعو إلى أن يكون البحث في حل الإشكال العلمي لأخذ القضايا من كل جوانبها المشاهدة والغيبية معاً لقوله تعالى : ﴿ أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{22} قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ﴾. "سورة الملك الآيات:22،23". وأخيراً نعالج المشكلة العلمية في علوم الأرض ليس في معرفة عناصرها سواء كان ذلك فيزيائياً أو كيميائياً ومكوناتها ولكن لابد للإشكال العلمي أن يأخذ البعد الغيبي الذي تكتمل به حلقات الحقائق العلمية وتفسيراتها الناتجة عن تحديد المشكلة العلمية ثم بحثها كما جاء في التساؤل القرآني الآتي الذي لا يبحث في العناصر المكونة للماء فقط كيميائياً وفيزيائياً ولكن لو اختفى هذا الماء عن الوجود من أين نأتي به، لقوله تعالى : ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ﴾. "سورة الملك آية: 30".
(د) العلوم الكونيــة:
إن الإشكال العلمي في العلوم الكونية قد أخذ جوانب عدة سواء كان عن طريق التساؤلات أو الافتراضات ومن تلك الافتراضات، إن الله تعالى افترض علينا التأمل في طبيعة السماء بحاسة البصر وإمعانه في تلك الفطرة التي جبلت عليها السموات كما قال تعالى : ﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ{3} ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ{4} وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ ﴾. سورة الملك الآيات: 3، 4، 5". هذا الافتراض الرباني يدعو إلى التأمل في مجال هندسي رفيع المستوى لم يستطيع أحداً من المعماريين القدماء أو اللاحقين أن يجيب على تلك الملاحظة إلاّ أن يصل إلى تلك النتيجة أو الحقيقة التي أقرها القرآن الكريم وهى خلق السماوات السبع في طوابق بعضها فوق بعض ليس فيها زيادة في الزوايا أو الأطراف وليس في سقفها من شقوق على الإطلاق مع أن السماء الدنيا لقد زينه بالشمس للإضاءة بالنهار أو النجوم والقمر بالليل، ولذلك نستعرض ماهية المشكلة العلمية في العلوم الطبيعية ومعايير المقاييس العلمية فيها واختلافها مع العلوم الإنسانية ناتجة عن ماذا حتى يتمكن مـن وضـع الفروض العلمية التي تؤدي إلى نتائج علمية حقيقية في صورتها الكاملة إذا عرف أصل المشكلة العلمية التي توافق مجال النظرية العلمية في العلوم الطبيعية القائلة إن النظرية العلمية في العلوم الطبيعية إن لم تكن سابقتها تؤدي إلى نتائج أفضل مما كانت عليه من قبل مع استصحاب النتائج السابقة مع عدم إلغائها كلية وهذا ماذا قال القرآن فيه؛ قال تعالى : ﴿ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ﴾. سورة الحجر الآية 21".
وإنطلاقاً مما تقدم فإن سجود الأشياء الطبيعية لله رب العالمين هو سيرها أو ظهورها في مسارها وشكلها الطبيعي أو هيئتها التي خلقت عليها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فهذا مفهوم لابد من إدراكه في البحث العلمي في العلوم الطبيعية أن لا خيار لها في ذلك لقوله تعالى : ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ{36} وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ{37} وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ{38} وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ{39} لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾. "سورة يس الآيات:36، 37، 38، 39، 40". ومفهوم آخر يتعلق بالمعلومات الجديدة المكتشفة في البحوث العلمية الحديثة التي ما في رسالة علمية حديثة إلاّ تهدف إلى تحقيق ذلك نجد ذلك في قوله تعالى : ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾. سورة الرعد الآية 38". وفي الختام لابد أن تراعى كل ما ذكر من أمثلة واعتبارات في مجال الإشكال العلمي في العلوم الطبيعية لتحدث الفائدة للبشرية من تلك البحوث.

الصفحات