عل أحداً في عصرنا لا يجادل في أثر الإعلام وأهميته، على الفرج وعلى الأسرة وعلى المجتمع. ويوماً بعد يوم يتعزز هذا الأثر مع انتشار وسئل الإعلام وتنوعها. حيث لم يعد أحد ينجو من أثرها المباشر وغير المباشر.
أنت هنا
قراءة كتاب الإعلام وهوية الأمة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

الإعلام وهوية الأمة
أسس الإعلام الإسلامي وقواعده
يقوم الإعلام الإسلامي على مبدأ بيان الحقيقة، وتعريف الإنسان بها، وكيفية الوصول إليها، وحمايته من التضليل والتزييف، وإضعاف موقف العدو النفسي، وإرهابه عن طريق استعراض القوة والإمكانات؛ ليكون ذلك مدعاة إلى تحقيق الردع والزجر لأي عدو تسول له نفسه الاعتداء على ديار الإسلام ومقدسات المسلمين، قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) [الأنفال:60]، ولما كانت وظيفة الإعلام دعوية في الأساس، وكل منهما (الدعوة والإعلام) يأخذ حكم الآخر، فإنهما يتفقان في الأسس والمبادئ والمحاور التي يقومان عليها، ومن ذلك:
- تعريف الناس بربهم سبحانه وتعالى، وبنبيهم (صلى الله عليه وسلم).
- تعريف بشريعة الإسلام قرآناً وسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة.
- التعريف بثواب الطائعين وعقاب العاصين.
- دعوة المسلمين إلى العودة إلى دينهم.
- دعوة عن الإسلام ضد الشبهات.
- الدفاع عن قضايا الأمة ومصالحها.
- الدعوة إلى وحدة المسلمين، وبيان الوسائل التي تؤدي إلى ذلك.
- مواجهة الشائعات والحرب الدعائية، والعمل على حماية المسلمين من التضليل والخداع.
- نشر الفضيلة ومواجهة الرذيلة.
- صيانة المرأة من أن تُتخذ كوسيلة للإغراء وجذب الانتباه.
- وضع أطر عامة تضبط العلاقات بين الرجل والمرأة، وتحدد دور كل منهما في حركة المجتمع.
- تجنُّب نشر الشر أو إظهار الفساد، ونشدان الخير والإصلاح، فالإعلام الإسلامي يرفع شعار: (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) [هود:88] .
- نبذ العنف والتشدد، وتجنُّب المشقة والحرج، واعتماد السهولة واليسر منهجاً؛ امتثالاً لقول الله تعالى: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الحج:78]، وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [المائدة:6]، وقوله: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة:185].
وقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعائشة (رضي الله عنها): " يَا عَائشَةُ، إِنَّ اللهَ رَفيقٌ يحبُّ الرِّفْق وَيُعْطِيِ عَلَى الرِّفْقِ مَا لا يُعْطِي عَلَى العُنْفَ وَمَاَ لا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ" (رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد).
- الوضوح، حيث يجب أن تكون المادة الإعلامية ذات دلالة واضحة، لا غموض فيها، ولا مواربة، ولا تكون بين بين، وأن تبتعد عن الجمل والعبارات المطاطة التي لا تشير إلى دلالة واضحة محددة.
- سلامة اللغة، وسلاستها، وخلوها من اللحن، ومن التعقيد، ومن المشترك اللفظي الذي يحمل أكثر من معنى.