كنت معه وهو يكتب القصة ويحيا معانيها وقيمها .. وكان كلما كتب صفحة منها جلسنا لنقرأها معاً .. ونتابع سيرها في طريق الحق والخير والجمال. وكان الهدف واضحاً أمام الشهيد صلاح حسن -عليه الرحمن والرضوان- وهو يكتب قصته الهادفة «ثمانون عاماً .. بحثاً عن مخرج».
أنت هنا
قراءة كتاب ثمانون عاما بحثا عن مخرج
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مقدمة
كنت معه وهو يكتب القصة ويحيا معانيها وقيمها .. وكان كلما كتب صفحة منها جلسنا لنقرأها معاً .. ونتابع سيرها في طريق الحق والخير والجمال.
وكان الهدف واضحاً أمام الشهيد صلاح حسن -عليه الرحمن والرضوان- وهو يكتب قصته الهادفة «ثمانون عاماً .. بحثاً عن مخرج».
إن الأجيال المسلمة الناشئة تعرضت لغزو تربوي واسع النطاق تناول -عمقاً- جذور النفس والفكر والعقيدة .. وشمل - امتداداً- العالم الإسلامي كله.
وهذا الغزو يستهدف عزل الجيل الحاضر والأجيال القادمة
عن الإسلام، ويخرج شباباً غريب الفكر والعقيدة والنفس. غربيّ الوجهة والمسلك.
كان ذلك واضحاً في ذهنه وتفكيره .. وكان لا يفتأ يذكر هذا الغزو لفرط إحساسه بمخاطره وعواقبه .. ولا عجب!! فالشهيد رجل يعيش بالإسلام .. وله .. ويحيا واقعه وقضاياه .. وهو كذلك رجل اشتغل بتربية الشباب زمناً طويلاً وعرف -بالممارسة العملية- مشكلات الشباب والآثار النفسية والعقلية التي تركها الغزو الأجنبي في نفسه وتفكيره وثقافته.
مقومات خاصة مكنت الشهيد صلاح حسن من إدراك مدى التخريب والمسخ الذي يحدثه الاحتلال التربوي والثقافي والفكري في أجيالنا .. وأورثته رؤية -تميزت بالعمق والجلاء والبعد- أبصر بها ما لم يبصره غيره.
• فهو رجل صاحب عقيدة حية جادة تريد أن تقوم حياة الناس على هدى الإسلام..
• وهو رجل مرب يتحدث عن تجربة .. ويصدر عن خبرة طويلة في مجال التربية.
• وهو صاحب نفس كبيرة ريانة بالفضل والبركة .. تحب الخير للناس .. وتتطلع دوماً إلى الأفضل .. والأرقى .. وتنزع إلى مواصلة السموّ.
انبعاثاً من هذه الخصائص الفاضلة الأصيلة بذل الشهيد من وقته .. ومن نفسه .. ومن عقله .. ومن كل ما يملك .. الجهود المتواصلة في سبيل نهضة جيل إسلامي يأخذ نفسه بالإسلام .. ويهدي الآخرين إلى سعة الإسلام ورحمته.
ومن فضائل الشهيد صلاح حسن أنه كان يقرن القول بالعمل .. والأمنية بالتطبيق .. ومن ثم شرع -وهو يتحدث عن مخاطر الغزو التربوي- في كتابة هذه القصة التي تغرس في نفوس الناشئة وعقولهم -بأسلوب عصري جذاب- قيم الإسلام ومثله.
وهنا ينبغي توضيح حقيقة أخرى تربط بين القصة .. وبين استشهاد صاحبها الشهيد صلاح حسن.
كان يعتقد أن اليهود هم وراء إفساد أجيالنا .. هم الذين خططوا لهذا الهجوم التربوي والعقائدي والثقافي والفكري على عالمنا الإسلامي لكي يجردوا أمتنا من أقوى حصانات الثبات والدفاع .. من عقيدتها وفكرها .. ومن استعدادها النفسي للتضحية والبذل الغالي .. تمهيداً للغزو العسكري والسيطرة السياسية والاقتصادية من بعد.
• اقتناعه الحقيقي بهذه الحقيقة كان من أقوى الدوافع على كتابة القصة.
• واقتناعه اليقيني بهذه الحقيقة دفعه إلى حمل السلاح ضد العدو اليهودي.
• كتب القصة بقلمه ليدفع عن أمته الهجوم اليهودي في التربية والثقافة والفكر ..
• وحمل السلاح بيده ليجاهد اليهود الذين يمثلون أكبر خطر في تاريخ أمتنا.
• كانت القصة مثالاً ناطقاً لضرورة الجهاد الفكري والتربوي
ضد العدو.
• وكان استشهاد كاتبها مثالاً حياً لضرورة الجهاد المادي ضد أشرس الأعداء وأخطرهم.
فهل هناك من يكمل الأشواط .. هنا وهناك؟.
إن القرآن الكريم يؤكد هذه الحقيقة فيقول:(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلً) [الأحزاب:23] صدق الله العظيم
زين العابدين الركابي