المجموعة القصصية "الاشياء الكثيرة المعروفة" - محاولة اولى لفهم ما يحدث، 62 لوحة قصصية تعري الواقع هي حصيلة المجموعة القصصية الأولى للقاص الليبي محمد زيدان، وتعمد إلى استكشاف خبايا بعض التفاصيل اليومية للناس العاديين البسطاء الذين يبحثون عن أوليات وبديهيات ا
أنت هنا
قراءة كتاب الاشياء الكثيرة المعروفة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
(إمتثـال)
ظلَّ يلوب حول مربطه الأزلي ، ناهقاً مرة ، رافساً مرتين ، نافراً ثلاث ، ومتمرِّغاً على الأرض مراتٍ كثيرة..
علا النهيق ، ثار الغبار ، اشتد البأس ، فار السخط ، وعمّ الأجواء ترقبٌ مرتبك..
حين رمى السيد حفنة البرسيم ، أحنى رقبته ملتهماً العيدان الخضراء ثم افترش روثه.... ونام!
(محاولـة)
عبثاً يحاولون تحريكه في اتجاه الساقية.
انغرزت حوافره في التراب وتصلّب جسده كقطعة حديد... توالت الضربات على ظهره وجنبيه ورأسه اليابسة.
دبّ الخور في ذراع السيد.. "لا جدوى".. قال أحدهم عبر اللهاث المتواصل.
"سنرى"..
عادت الضربات قوية ، متسارعة.. نهق.. ارتجف ، اشتدّت ذراع السيد ، تصلّبت كقطعة حديد ، انغرزت حواف السوط في الجسد المكابر، نهق ، ارتعش ، تلاشى النظر وغامت الرؤية... وفي الضربة المائة والخمسين ، اصطكّت الحوافر ، انهار الجسد ، خمد النهيق ، وانطلق الحمار نحو الساقية!
(فـلاش)
لعامين كاملين.. ظل يرسم في خيالها صورة الفحل الأول والذكر الشديد ، لقطةً بلقطة.. وفي أول ساعتين معها ، مسح كل الصور وأحرق بقايا الخيال.. في لقطةٍ واحدة !