يصطحبنا خضر سلامة، في رواية "أنتظر قوس قزح" في رحلة عبر أزمنة شتى وأماكن شتى، بعد أن يسمّينا يوسف وعليا ويتركنا وحيدين كحنظلة نعاين تاريخنا ورواياتنا ومصائرنا وأيامنا القادمة، ورغم أنه لا يتحدث علناً عن المستقبل الآتي، فالمستقبل الآتي هو سر هذا الكتاب.
أنت هنا
قراءة كتاب أنتظر قوس قزح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
تقديم
العشاق والفقراء والثابتون على المبدأ من رجال هذه البلاد ونسائها سيحبّون هذا الكتاب. وسوف يحبّون بطليه يوسف وعليا المصابَين بالتعدد الجميل وبالتجدد في الزمان وعبر الأمكنة. يوسف وعليا مريضان بالخلود. كأنهما ضمير. ضمير يبدأ يومه بالاستحمام وقليلٍ من الرياضة والملابس والكلمات، قبل الخروج لمحاكمة هذا العالم الذي تتسخ ياقة قميصه الضيقة كلما نطق بالزور أو نسي الشهداء أو رقص على موسيقى القبح والشر. يوسف وعليا هما أنتَ وأنتِ وأنا ونحن معاً بعد أن ننزع ثياب الطائفة والحزب والفصيل والمذهب والرأي المكوّن من حجر لا نوافذ فيه ولا باب له يفضي إلى أي أَمام. نرافقهما إلى العواصم والمدن وخطوط النار وحروب التحرير والتحرر وخيبات التراجع والارتداد والخيانات الصغرى والكبرى. ليس مهماً أن نتفق أو نختلف معهما بل المهم أن ننظر إلى الكون من نافذتهما مرة واحدة ونفكر فيما نرى بدلاً من أن نرى ما نفكر فيه.
خضر سلامة يصطحبنا، في رحلة عبر أزمنة شتّى وأماكن شتّى بعد أن يسمّينا يوسف وعليا ويتركنا وحيدين كحنظلة نعاين تاريخنا ورواياتنا ومصائرنا وأيامنا القادمة. ورغم أنه لا يتحدث علناً عن المستقبل الآتي؛ فالمستقبل الآتي هو سر هذا الكتاب. لن تصلوا سالمين إلى أي مستقبل بلا مقاومة. هذا ما تقوله لنا القارّات كلها دون أن تقول خطبة واحدة. هذا كتاب هامس خفيض الصوت وذو نبرة تغريك بتصديق همسه وتفرح لأن هذه الأوركسترا خالية من الطبول.
فرادة هذا الكتاب أنه يشير إلى الخسارة لكنه لا يؤبدها، ويكتب النصر مكتفياً بالإيحاء بأنه ممكن. لا أريد أن ألخص مكونات الكتاب ولا أن أفسرها، فأنتم وأنتن قادرون وقادرات دون تدخل من أي وسيط أن تبصقوا على الخونة والمتحولين والدجالين الذين يكتظون بين غلافيه، وعلى منح أحضانكم وأحضانكن لفقرائه ومضحّيه ومَجاريحه الذين صنعوا فَرْقا في زمانهم لمجرد مرورهم فيه على النحو الذي رسمه خضر سلامة
لا تتوقفوا طويلاً عند تصنيف هذا الكتاب، لا تتساءلوا إن كان قصصاً قصيرة أم رواية أم كتابة شعرية أم تاريخاً آخر لجراحنا. فقد يكون غير ذلك تماماً أو كل ذلك دفعة واحدة. التصنيف مهنة الكسول، والكسول مرجعيته جاهزة، رتبها سواه في ماضي الأيام. كونوا أنتم المرجع لما تطالعون من فنون الكتابة أو أقلّه حاولوا.
هذا كتاب مفرح موجع ذكي واضح وغامض ماكر ولئيم (وأستخدم النعت الأخير هنا بمعناه الشعبيّ المحبّب والإيجابي) أو بتعبير أدق، فيه ذلك القدر من المكر واللؤم الضروريين لكل كتابة نجت من السقوط في بلاهة التبسيط لترتقي إلى حكمة البساطة وروعتها.
مريد البرغوثي
نوفمبر 2013