أنت هنا

قراءة كتاب ما ذنبي يا حبيبي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ما ذنبي يا حبيبي

ما ذنبي يا حبيبي

في هذا العمل، لا تذهب الكاتبة الشابة مدية سالم في تأملات إنسانية للعالم والمعرفة، بل تذهب إلى ما هو أبسط من ذلك ويحتاج إلى عين مدرّبة لتلقطه، وهو ما يحدث من تغيرات في القيم والأعراف في المجتمع الإماراتي عبر أحداث واقعية تماما ومن الممكن تحققها مع أي شخص ينت

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
*1*
 
همسَت في أذني بكلمات كانت كخنجر غُرس في قلبي، فتحتُ عينيَّ وحدقتُ بها مذهولاً، فردت عليّ بابتسامة سحرتني لكنها لم تداوِ جرح قلبي، مسحت بباطن كفها على خدي فدبت شحنة كهربائية فيه، رغم ذلك بقيت أنظر إليها وأستجدي أن تُكذّب ما همست به، لكنها أبعدت يديها ثم قامت عن الكرسي وقالت مبتسمة: "وداعا" وأولت ظهرها لي وبخطى صغيرة بدأت تبتعد عن مرآي.
 
نعم رحلت ولم أقوَ على منعها، فقد خذلني لساني؛ لم يتحرك، ولم ينطق بتلك الصرخة التي ظلت حبيسة في جوفي، فصرختُ بعينيّ اللتين فجرها الدمع، لكن الصرخة لم تصل إلى مسمعها، ليزيد حزني والألم الذي سكن قلبي.
 
كرهتُ جسدي العاجز حينها، لقد وقف حاجزاً بيني وبينها، لقد جعلها ترحل عني بضعفه واستسلامه، ومع مرور الأيام بدأتُ أكره نفسي ووجودي في هذا العالم، فكيف أهنأ بالحياة، بعد رحيلها كل ليلة قبل أن أغمض عينيَّ للنوم، كنتُ أتمنى ألا تفتحا في اليوم الثاني لينتهي عذابي الذي أعانيه كل يوم، لكن أمنيتي لم تكن تتحقق، فأقول لنفسي: لماذا.. لماذا يا قلبي لا تستسلم مثلما استسلم سائر جسدي؟ لماذا تكرهني لهذه الدرجة وتريدُ أن أعيش في هذا الجحيم كل يوم.. لماذا؟
 
كان يقول الجميع أنها لا تستحق أن أحزن عليها أو أفكر بها لهذه الدرجة، فهي التي قد تخلت عنك في وقت كنت بأمس الحاجة لها، لكنهم لا يعرفون شيئاً.. لا يعرفون..

الصفحات