قراءة كتاب فقه الوجود

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فقه الوجود

فقه الوجود

كتاب " فقه الوجود " ، تأليف أحمد الوتاري ،والذي صدر عن دار المأمون عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 2

مصـادر الكتـاب

إن المرجع الأول في كل ما ورد من مفهوم للوجود في هذا الكتاب هو رسالة السماء الأخيرة إلى الأرض: (القرآن العظيم)، وفيه بيان بالحق من خالق الوجود إلى الخلق يكسوه الجلال: (نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ) (الواقعة: 57)، وبجلال يؤكد الخالق أنه من أنزل هذا القرآن: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً) (الإنسان: 23)، وأنه بالحق أُنزِل: (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) (الإسراء: 105)، وما ستراه من فقه لهذا الحق هنا إنما هو محاولة واجتهاد بشري قاصر -مهما بلغ في دعواه- عن بلوغ تمام ما يكمن في وحي السماء من حقائق كبرى وأنوار تشرق على بصائر القلوب فتحييها، وترفعها إلى حيث يليق بها من رشد وفهم راقٍ لقيمة الوجود والنفس الانسانية وفرصة العمر، وللدور الانساني الجميل الخاص المتفرد المتميز مطلقاً؛ لكل إنسان أنعم الله عليه بنعمة الوجود بعد أن لم يكن شيئاً مذكوراً.

ومن تقسيمات القرآن المبثوثة في آياته، -المطابقة لبديهيات الوعي الانساني-، تم تحديد أركان الوجود الانساني: (الذات والمكان والزمان)، وبيان خصائصها، وتعريف الموضع الانساني في الحياة، ودائرة علاقاته فيها: مع الله -الذي لا نظير له-، ومع نظرائه من الناس، ومع من ليس له بنظير من بقية المخلوقات، -وهي الأنواع الثلاثة الممكنة من العلاقات لمعيَّن مع الأعلى منه والمساوي له والأدنى منه-، ثم في فهم السنن الإلهية الحاكمة للحركة في الوجود باعتبار نوعيها: (السنن الإلهية الكونية العامة) -التي تنظم ما يكون من الله إلى كل مخلوقاته-، و(السنن الإلهية الخاصة بالحركة الانسانية) -التي تتعامل مع ما يكون من فعل إنساني، باعتبار خصوصية هذا الكائن المختار المتفرد الحر الإرادة-، ثم لتستثمر هذه المعارف جميعاً في التقديم لمعرفة (المقام) الخاص لكل إنسان في الوجود، وقصته الخاصة في الحياة، وهذه من أعظم أنواع المعارف شرفاً، بعد العلم بالله وبكلماته التي أنزلها ليعلم الانسان ما لم يعلم.

وبالمنهج نفسه تم استقراء آيات القرآن على طريق فقه الموت ومابعد الموت وفقه الجنة، والتعريف بالله خالق الوجود بالوصف الذي وصف به نفسه، مما سترى مصداقيته في ما ستقرأه في صفحات هذا الكتاب3.

وبعد: فـ(إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً) (الإنسان: 29)، وهي دعوة للأمة، ودعوة لكل فرد، في زمان تخاذلنا فيه عن تحقيق أقصى الانجاز في ميادين كثيرة غاب عنها الفعل الاسلامي، بسبب استصغارنا لقدر الحياة، أو طبيعة تعريفنا لمفهوم (العبادة) والعلاقة بين الخالق والمخلوق، وهي دعوة لنـتعرف بحب على أحوال كل طبق من أطباق وجودنا، ثم لنشرع في بذل الجهد لاستحقاق هذا الوجود في هذه الدنيا، وبذل خير ما فينا لخير ما فيه، ثم ليستحق كل منا من بعد موضعه في البرزخ الجميل، ثم بعده في الطبق النهائي، -حيث الموضع الذي خُلق لك وخُلِقت له دون كل من سواك-.

الصفحات