كتاب " هدم الدين ومرجه " ، تأليف قاسم أحمد عقلان ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب هدم الدين ومرجه
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

هدم الدين ومرجه
مقدمة:
- تتلخص قضية مرج الدين وهدمه في كونها قضية عامة كلية مشتركة، تشمل وتستوعب عموم الناس المخاطبين بخطاب الشارع الحكيم التكليفي والوضعي عموماً، المتعلق بهم وبجلب مصالحهم العاجلة والآجلة, ودرء المفاسد العاجلة والآجلة, ومن ثم الدخول في أسباب الفتنة، والإختلاف والتفرق, والإقتتال, كما ثبت عن الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم وفي هذا المبحث سنبين هذه القضية المهمة بشيءٍ من التفصيل والتوضيح, وبما وفق الله به وأعان عليه، كما أن من آثارخطاب التكفير، والتحريم، والتأثيم، ما ينشا عن ذلك من أحكام شرعية قد سبق بيانها في اصدارمستقل, وأحكام قدرية إلهية هي عبارة عن عقوبات عامة, تقع في كل مكلف وقع في أسبابها وعللها, كما أشرنا إلى بعض من تلك العقوبات، والمؤدبات، والإبتلاءات الربانية في اصدار مستقل كذلك .
- إن أعظم عقوبة حلت بالأمة, هي عقوبة مرج فقه أسباب العقوبات، والإبتلاءات, والفتن, والحوادث العامة, التي دخل بها عموم الناس في الحرج والمشقة, وجلبوا على أنفسهم بسب مرجهم وجهلهم أنواع عقوبات الله عز وجل, الخاصة والعامة, الحسية والمعنوية.
- فعجز عموم الناس عن فقه وفهم أسباب تلك العقوبات, بل وصل الأمر إلى حد العجز وعدم القدرة عن التفريق بين العقوبات المستحقة على الذنوب والآثام, مطلقاً, وبين الإمتحان المقصود به التزكية والتخلية, والتولية, والتكريم, أو بين التشريف والإهانة, أو بين العز والإذلال, وتلكم من أقصى وأعتى العقوبات التي تقع في المكلفين, إذا شاع فيهم الجهل, والمرج, والهرج, والتبس عليهم أمر الدين الحق, وأسباب الطاعات والمثوبات, وأسباب المعاصي والعقوبات, كأثر عن ظلمة القلوب وطمس البصائر, بتكاثف حجاب النفوس الحيوانية الأثيمة على القلوب, حتى تنقلب حقائق الأشياء وأعيانها, فيعتقد الناس أن التهوك في الفتن, والعقوبات الإلهية, إنما هو تكريم لهم وتشريف, ورحمة ومنة, وليست إهانة, وعقوبة وانتقام, وسخط وحرمان من الله تعالى, بسبب شيوع الذنوب والآثام, الصغار منها والكبار.
- وفي هذا المبحث سنبين بعضاً من أسباب ومظا هر مرج الدين وهدمه، في ضوء القواعد والضوابط، اللغوية والأصولية.

