أنت هنا

قراءة كتاب علم النفس البيئي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
علم النفس البيئي

علم النفس البيئي

كتاب " علم النفس البيئي " ، تأليف د. نبيهة صالح السامرائي ، والذي صدر عن دار زهران 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
3.5
Average: 3.5 (2 votes)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 6

علاقة علم النفس البيئي بالعلوم الأخرى

لعلم النفس البيئي علاقةٌ مع العلوم الأخرى كعلم الاجتماع وعلم الأنثروبولوجيا وعلم الاقتصاد ، وعلم النفس السياحي وسنتناول بعضها بشيءٍ من الاختصار.

1- علم النفس البيئي وعلم الاجتماع

يهتم علم الاجتماع الحديث بدراسة النظم والمؤسسات الاجتماعية مثل العائلة والزواج والنظم السياسية والدينية وغيرها، وبناء المجتمع والتغيير الاجتماعي ويرتبط هذا التغيير بسلوك الأفراد فيما يخص التغيير الحاصل في البيئة والأنماط والمعايير الاجتماعية التي تحكم العلاقات بين أفراد المجتمع. ودراسة دينامية الجماعات وتشكيلها، وما ينشأ بين الجماعات من التعاون والنزاع بينها وطرق حل النزاع وما ينتج عن ذلك من حروب تؤدي إلى إتلاف البيئة. كما أن كثيراً من المبادئ والأفكار والمفاهيم في عمليات الاتصال واستراتيجيات التغيير والتطوير تساعد على فهم السلوك الإنساني والتنبؤ به. وعلم النفس البيئي يسعى إلى الاستفادة من علم الاجتماع في القرارات التي تتخذ من قبل الجماعات ومنظماتها من التدخل في البيئة سلباً أو إيجاباً.

2- علم النفس البيئي وعلم الأنثروبولوجيا

سلوك الإنسان هو ليس وليد سنين أو أشهر بل هو وليد ثقافة وحضارة والأنثروبولوجيا تقوم بدراسة الصفات الجسمية للإنسان وكيفية تطورها وارتقائها وكيف تأثر التكوين الجسماني للإنسان بالبيئة المحيطة به من مناخ وطبيعة الأرض وغير ذلك. والأنثروبولوجيا الحضارية أو الثقافية تهتم بدراسة سلوك الإنسان المكتسب نتيجة معايشته وتعامله مع البيئة . وتهتم كذلك بدراسة الحضارات وتطورها ووظائفها عبر الزمان واختلاف المكان. والثقافة والحضارة هي محور اهتمام علماء الأنثروبولوجيا وقد أشاروا إلى أن (الحضارة أو الثقافة إلى أنها المعرفة المكتسبة التي يستخدمها الناس لتفسير وتوليد السلوك الاجتماعي)." 50 : 5 ".

ومن خصائص الثقافة أو الحضارة أنه يمكن للأفراد اكتسابها وتعلمها، وأنها تنتقل من جيلٍ إلى جيل ويشترك فيها الأفراد والجماعات وهي رمزية تعتمد على قدرة الفرد على استخدام الرموز وأن أي تغيير في جزءٍ أو جانبٍ منها يصاحبه تغيير في جزءٍ آخر أو جانبٍ آخر. وهي تعتمد على تكيف الفرد لها. فالحضارة أو الثقافة تلزم أفرادها بكيفية التصرف، وتحدد لهم أسلوب حياتهم كما إن القيم والمعايير والاتجاهات التي تنمو وتسود بين الأفراد لها تأثير على الفرد وسلوكه.

3- علم النفس البيئي وعلم الاقتصاد

يهتم علم الاقتصاد بمجموعة الظواهر الاجتماعية التي تتعلق بثروة المجتمع وكيفية توزيعها ويحدد قوانين السلوك البشري واتجاهه. أي ما يدخل في اختصاص علم الاقتصاد لا يقتصر على البيع والشراء والهبة والإيجار وإنما يشمل أمور اقتصادية أخرى، وذلك مثل موقف الأفراد من النقود والسلع والجهد الإنتاجي للأفراد والجماعات " 22 : 40 ".

إن للعامل الاقتصادي وما تفرزه الصناعات تأثيرٌ كبيرٌ في نفسية الأفراد وشخصيتهم خاصةً في المجتمعات المتقدمة والنامية من أنها تطرح مشكلات نفسية وعقلية متعددة ولابد لعلم النفس من دراستها أو تفهمها ، ونظراً لأهميتها أخذ العلماء يهتمون بالعوامل النفسية والعقلية للأفراد ويدرسون أهوائهم ورغباتهم وسلوكهم في العيش ببيئةٍ نظيفةٍ جميلةٍ تهديهم عمراً مديداً.

4- علم النفس البيئي وعلم النفس الاجتماعي

إن مستقبل الحضارة الإنسانية في عصرٍ كثر فيه التنازع وتقدمت فيه وسائل التخريب والدمار حتى أمست تهدد بفناء النوع الإنساني ( بملوثات القنابل والطائرات والغبار والدخان الناتج من التخريب ) " 3 : 32 ". ففهم الظواهر فهماً علمياً دقيقاً هي ما يسعى له علم النفس الاجتماعي في بحث ودراسة السلوك السلبي . وعلم النفس البيئي يستفاد من علم النفس الاجتماعي من دراسة هذه المؤثرات والملوثات على البيئة وعلى الفرد.

5- علم النفس العام وعلم النفس البيئي

يعرف علم النفس بأنه ( علم سلوك الإنسان ) وهو يهدف إلى فهم السلوك والتنبؤ به والتحكم فيه " 50 : 33 ". وخلال تطور علم النفس ودخوله في قائمة الميادين التي انضمت إلى اتحاد العلوم ظهرت مدارس عديدة منها المدرسة الهيكلية (Structuralism) التي اهتمت بالجوانب التكوينية للعقل وركزت على الأوضاع الذهنية مثل الذاكرة والإحساس والتخيل والشعور " 52 : 237 ". ثم المدرسة الوطنية التي اهتمت بالجوانب الوظيفية للعقل والجوانب الحسية والنسيان والتعلم ... الخ. ثم المدرسة السلوكية والتي أشارت إلى أنه يجب الاهتمام بالسلوك الملحوظ الموضوعي وتقوم على مبدأ المثير والاستجابة وتؤكد هذه المدرسة على ملاحظة وقياس وتحليل المؤثر والاستجابة أما الجشتالت فقد اعتبرت أن الكل أكبر من الأجزاء المكونة له لذا يجب دراسة الكل وما يحويه من أجزاء وتحليل العلاقة بين تلك الأجزاء أما مدرسة التحليل النفسي اهتمت باللاشعور والدوافع اللاشعورية وتطور الشخصية.

إن علم النفس البيئي يرتبط بعلم النفس العام بتطبيقه للنظريات والمفاهيم والمبادئ والأفكار التي تبحث في الإنسان وسلوكه وإدراكه وقيمه واتجاهاته ودوافعه وتعلمه... الخ التي تؤثر في سلوكه تجاه البيئة وكيفية تغيير وتعديل السلوك.

الصفحات