أنت هنا

قراءة كتاب دعوة نبي الله عيسى عليه السلام إلى التوحيد وفق التوراة والإنجيل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دعوة نبي الله عيسى عليه السلام إلى التوحيد وفق التوراة والإنجيل

دعوة نبي الله عيسى عليه السلام إلى التوحيد وفق التوراة والإنجيل

كتاب " دعوة نبي الله عيسى عليه السلام إلى التوحيد وفق التوراة والإنجيل " ، تأليف د. شاكر توفيق العاروري ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 8

الركن الثاني

دعوة نبي الله عيسى إلى التوحيد

إن الدعوة إلى الله تبارك وتعالى غرض الأنبياء وحياة المرسلين؛ إذا نادوا في قومهم ومن وجب عليهم تبليغه أن لا إله إلا الله؛ وبينوا أن الغاية من إرسالهم تعليم كل من بلغ مقام التوحيد؛ وليعلم كل الناس أنه لا إله الله إلا الله؛ ولم يكن هذا الأمر سراً ولا خافياً أو خفياً، خاصة وأن نبي الله عيسى عليه السلام قد قال أمام الناس كل شيء علانية ولم يسرّ إلى أحد من أتباعه ولا غيرهم بشيء يخالف هذه الحقيقة كما جاء في يوحنا (18/ 20) (أجابه يسوع: أنا كلمت العالم علانية؛ أنا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع يهود دائماً وفي الخفاء لم أتكلم بشيء).

لذلك لا يجوز لأحد أن يدعي غير ما نقل ولا مما نقل إلا ما صح؛ ولما لم يكن تحقيق النصوص ونقدها غايتنا؛ سرنا والنصارى ما أودعوا كتابهم؛ بل كتبهم.

إن دعوة نبي الله عيسى لم تخرج عن دعوة إخوانه من الأنبياء؛ وأنه أعلن ما أمر به من وجوب توحيد الله تبارك وتعالى ودعوة الناس إليه في السر والعلن؛ ومن هنا لا بد من بيان رأس دعوة نبي الله عيسى وفق ما جاء في أناجيل أهل الكتاب المسمى (العهد الجديد).

الإله الذي دعى له نبي الله عيسى عليه السلام وفق العهد الجديد

إن نبي الله عيسى عليه السلام حاله كحال سائر الأنبياء دعا إلى وحدانية الله تبارك وتعالى، وأنه سبحانه الإله الحقيقي الذي لا يجوز لأحد أن يزعم مشاركة الله في ألوهيتـه؛ ولا ربوبيته؛ ولا في أسمائه وصفاته، ولا يجوز لأحد من الناس أن يزعم أن الله تبارك وتعالى متعدد الأقانيم، أو إمكان انفصال ذاته عن بعضها إلى ذوات، إذ هذا ممتنع في حق الله وهو ممنوع في الشرع ممتنع في العقل مستحيل في الواقع.

وعليه لا بد من الإجابة على بعض الأسئلة المتعلقة في الموضوع تمهيداً بين يدي قول نبي الله عيسى عليه السلام لبني إسرائيل وما دعاهم إليه من التوحيد.

هل قال يسوع أنه الله؟

هل قال يسوع أنه أقنوم إلهي ثان؟

هل قال يسوع أنه طبيعة إلهية؟

هل قال يسوع أن ذاته تشبه ذات الله أو أنه مع الله في أوليته؛ أو أن صفاته هي صافته؛ وبقائه هو بقاؤه وحياته؟

الجواب: إن عيسى عليه السلام لم يقل شيئاً من ذلك، ولا ادعاه؛ إذ لم يقل لأحد من أتباعه أنه هو الله أو الأب، ولم يقل لأحد أنه الأقنوم الإلهي الثاني، ولا أن له طبيعة إلهية بل لم يزعم أن له صفة الإله.

من هنا نقول إن الإله الذي دعى له نبي الله عيسى عليه السلام الناس وأمرهم أن يؤمنوا به ويعبدوه هو الله الواحد، ولنجعل نصوص الإنجيل تبين لنا دعوة نبي الله عيسى إلى التوحيد كما هو مكتوب.

جاء في متى (19/17): (فقال له لماذا تدعوني صالحاً؟ ليس أحد صالح إلا واحد وهو الله).

الصفحات