كتاب " معجم المعارك التاريخية " ، تأليف نجاة سليم محمود محاسيس ، والذي صدر عن دار زهران عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب معجم المعارك التاريخية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
معجم المعارك التاريخية
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وعلى من تبعه من المؤمنين إِلى يوم الدين
إن تاريخنا الطويل منذ بدء الخليقة وحتى أيامنا هذه مليء بالأحداث المفرحة والمليئة بالسلام والمحبة والخير.ومليء بالحروب والمصائب والدماء والويلات التي ذهب ضحيتها بشر...لا مصلحة لهم بها...وبعد قصة أبناء سيدنا آدم عليه السلام والصراع بينهم...بدأت حركة القتال والصراع ليتسع نطاقه على مستوى العالم..
وقد اتخذ الصراع الإنساني على مر العصور أشكالاً مختلفة: كالمعارك والحملات والاستعمار والغزوات والثورات.كما اختلفت في الهدف الذي قامت لأجله.ونوع الأسلحة والخطط العسكرية، والأماكن التي استخدمت فيها.
للحروب أشكال مختلفة فبعضها عادل مثل الثورات الشعبية التي قام بها سكان المستعمرات ضد المستعمر.ولا ننسى في هذا المجال أكبر ثورة في تاريخ العرب الحديث وهي الثورة العربية الكبرى التي حررت العرب من الظلم والاستبداد التركي وغيرها من الثورات.فالثورة هي رفض لحصيلة "واقع قائم " يقوم به أفراد المجتمع من المستنيرين والمثقفين الذين يدركون سوء الواقع الذين يعيشون فيه ويتولد لديهم شعور بعدم الرضا، وتبدأ بحركة سلمية ثم تتدرجِ إِلى أن تنتقل إِلى صراع مسلح...
الثورة تغيير في جوهر النظام الاجتماعي على المجتمع، يسقط قوة اجتماعية هابطة ويحل محلها قوة اجتماعية آخذة في صعودها، تطور المجتمع مادياً ومعنويا.
كما تعتبر الفتوحات الإسلامية حرباً عادلة: لأنها تسعى إِلى هداية الناس ونشر الدين الإسلامي الحنيف: كحروب خالد بن الوليد وغيره من أبطال الفتوحات الإسلامية..
وحركات التحرر الوطنية هي أيضاً حروب عادلة...لأنها موجهة ضد مستعمر غريب جاء لنهب خيرات البلاد.ومحاربة لغة وثقافة الشعوب التي يغزوها ويمعن في البلاد المستعمرة القتل وسفك الدماء والظلم.
أما الشكل الآخر للحروب فهو غير العادلة: التي لايكون الهدف منها إلا السيطرة على العالم وبث الرعب بين الشعوب والنهب والسلب والقتل.ويمكن إدراج الاستعمار ضمن هذا المجال:
فالاستعمار ظاهرة قديمة تضرب جذورها في القدم، حيث شهد العالم القديم قيام إمبراطوريات استعمارية ضخمة كالإمبراطورية الفارسية والرومانية، وإمبراطورية الإسكندر المقدوني، وتطور الإستعمار بظهور ممالك قوية اجتازت جيوشها بلاداً ضعيفة سيطرت عليها واستغلت خيراتها.
وللاستعمار مجموعة من الأهداف وهي إما إقتصادية لتحسين أوضاع المعيشة أو الحصول على المواد الخام التي تدخل في الصناعة.أو لجعل الدول المستعمرة أسواقاً لتصريف منتوجاتها الصناعية.وقد يكون لأسباب سكانية مثل تصريف الفائض من سكانها والاستقرار في مناطق ملائمة لحياتهم.وقد يكون لأسباب دينبة مثل: نشر الدين المسيحي..وبعضها يكون لأسباب التنافس الأستعماري في السيطرة على طرق التجارة العالمية والسطوة والنفوذ.
وللاستعمار أشكال مختلفة: كالعسكري والاقتصادي،والانتداب والوصاية.والمعاهدات غير المتكافئة.
ويمكن إدراج الحروب التي تنشأ بين أفراد البلد أنفسهم: كالحروب الأهلية (تحت هذا النوع من الحروب)، وبين المسلمين أنفسهم كما سنرى في معركة صفين والجمل وكربلاء غير العادلة) لأنها أزهقت أرواح المسلمين وأراقت دماء إِلى النار.
وبعد هذه المقدمة: أود أن أعطي تفصيلاً لكتابي هذا: فقد حلمت منذ التخرج إِلى أن يكون بين يدي طلبة التاريخ معجماً يحتوي على المعارك والحروب التاريخية ليسهل عليهم الرجوع إٍٍليها ومعرفة تفاصيلها دون العناء والبحث بين أكوام الكتب ولربما لايستطيعون في النهاية الوصول إِلى مايريد.والإنترنت غير متوفر لدى الجميع، فقد عانيت كثيراً أثناء مسيرة الدراسة في هذا المجال وهذا ما دفعني للقيام بهذا العمل الذي أدعو الله له بالنجاح.
قمت بجمع الكتب لكل عصر من العصور التاريخية مبتدئة بالعرب قبل الإسلام والإمبراطوريات القديمة وأخذتها عصراً عصراً وقائداً قائداً لأضمن أني لم أترك أي معركة، وبعدها بدأت بدراسة عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ثم العهد الراشدي فالأمويّ فالعباسيّ والفاطميّ والأيوبيّ والمملوكيّ والعثمانيّ.ثم بدأت بدراسة تاريخ العالم الحديث: والأمبراطوريات الحديثة البريطانية والفرنسية والألمانية والإيطالية والأمريكية.والروسية.ثم درست تاريخ الإستعمار الحديث والمعارك العالمية (الحرب العالمية الأولى والثانية) وحتى يومنا هذا.