إلى القارئ

في جعبتي كلمات, غبار وقصص. وخيطان من ذهب خطتها أناملي على أوراقي.

فاليوم يصدر كتابي الذي يحمل بين طياته ملامح الشعر الحزينة وأهات الناي القديمة التي عزفتها قصص العشاق من الشرق.

مرة ساورتني نفسي أن أضيع بين خابيات الجواري وأساور العذارى, لكنّي قلت لها أن تبحث عن البراءة في خرافات الزمان ولا تفقد عذوبتها بين خلاخيل الراقصات.

أنا لا أجيد الرقص على البساط, أنا لا أنفع أن أكون قاتلا لنفسي. لكن استطيع أن أجمع بين ميول الرقص وهزات العارض على الحجر.

ولأجل أن أراعي من رعتني وأرادت مني أن أكون ذا وسامٍ وزمردَ يقبع على صدري كالأخلاق تزينني. حفظت حياتي لأجلها وثابرت. وأقبلت على شموعي أطفأ أنوارها, فما عادت تكفيني. وبما أني أحيا لأجل أمي فأختارها حبيبتي التي تنير أيامي وعمري. فلأجل تلك المرأة الرءوم والرياحين تلفها وأصوات البلابل تسبقها, أردت أن أكون ذا شأن.

وفي أول إصداراتي.... قصص العشاق. أتوج كل المشاعر الدافئة وأقدس تعابير الحب البريئة لأنها هي من علمتني كيف أعشق البراءة, أحب نفسها البريئة والطيبة والكادة لأجلي.

في سلتي كثير من الثمار. وأزهار البرية العبقة بالروائح الندية. وتلك كلها في صفحاتي التي تصف شمس وليل وكبرياء. أسطري وأوراقي هي نتيجة أعباء الحب على العاشقين في مملكة تجمع لحظات سعيدة على رمال حزينة. وأنوارها القمر ,والنجوم المعلقة هناك, تراقب ما يدور.