أنت هنا

قراءة كتاب تأملات شعرية وفنية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تأملات شعرية وفنية

تأملات شعرية وفنية

الكتاب الشعري، "تأملات شعرية وفنية"، خواطر وأفكار رحلة حياة الكاتب والفنان كمال الصوص الطويلة بين العقل، والروح، والإيمان، والإختلاط، والثقافة والحياة المادية، والتي دفعته أن أخطها هنا لكم عسى أن تكون يقظة وإهتمام وتفاعل بين أفكاركم وضلوعكم وخبرة حياتكم.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 10

أُمي

أُهديكِ عِطْرَ الحنانْ
وأشواقَ الزَّنبقِ والمرجانْ
أَنتِ لم ترحلي من هذا الزمانْ،
روحكِ تُرفرِفُ فوقَ البنيانْ
كيفَ تَرحلينَ وبُنيانُكِ شديدْ
لقد أنشأتِهِ بصبرٍ جهيٍْ،
بدموعِ العينِ مسحْتِ عنه أنينا،
بقهْرِ اللَّيالي صبرْتِ صبْراً جميلا
لنْ أنْسى يا أُمِّي عِطرَكِ
ولا رائحةَ الحياةِ في نهدَيْكِ
ولا دِفْءَ اللَّيالي في أنفاسِكِ
حتى ولا الأمانَ في حِضْنِكِ
أنتِ أولُ مدْرسةٍ في حياتي،
أولُ أمرأةٍ كَوَّنَتْ لي رُجولَتي
أغْلى كَلمةٍ تَعَلَّمتُها يا أُمِّي
وأصدقُ حُبٍّ هِبَةٌ مِنْ رَبِّي
لا أُخْفي عنكِ اشْتِياقي
فدمعَتي لنْ يشعُرَ بها غيرُكِ
أنتِ وحدَكِ تَشْعُرينَ بِوِحْدتي
ودعاؤُكِ من السَّماءِ يُبَرِّدُ قلْبـي،
أنتِ لسْتِ ملاكاً
ولا أفضلَ النِّساءِ إطلاقاً
بل أنتِ سيِّدةُ الأمَّهاتِ عنْواناً
وفي عالمي مازلتِ كَنْزاً ورِضْوانا
لكنَّكِ ذهبْتِ دونَ اسْتِئْذان
دونَ لقاءٍ ولا وداع
أهكذا تهجُرين أبدانا
في فؤادِكِ غُرسَتْ أوتادا
لا أعترضُ على حُكْمِ ربِّي،
هو أدْرى بمكْنونِ صدْري
ودُعائي يا ربِّي أنْ يُحْسِنَ مَثْواكِ
ونلْتقي يَوْماً في رِحابِ الخُلْدِ الأبَدِيّ
***

الصفحات