أنت هنا

قراءة كتاب غزل الرياح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
غزل الرياح

غزل الرياح

كتاب " غزل الرياح " ، تأليف خليل عكاش ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

شيء من الأعطية الإلهية

أُلقيت في معرض الكتاب العربي في البيال/ بيروت 2011

محمد علي شمس الدين

خليل عكاش صديقي وهو قريب من نفسي بمعنى أن ما بيننا من حُب ومودة ولقاءات دائمة في الجنوب أو هنا، هذه المودة، هذا القُرب قال فيه أحد العارفين، قال فيه، شيئاً خطيراً، القرب حجاب، لذا وجدتُ حين قرأت مجموعتي خليل بأن قربه مني حجاب، فحاولتُ أن أبتعد وقرأت.

يفتتح خليل عكاش إحدى مجموعتيه الشعريتين بكلمة الشمس:

الشمس حيَّتْ رُباها وانحنى القمرُ

يكاد ينطق في أركانها الحجرُ

لكنه يفتتح المجموعة الثانية المتزامنة مع الأولى شعراً وطباعةً وأُرجّح بأنها متزامنة إلى حدٍّ ما تأريخاً وكتابة. يفتتحها بالليل:

الليل الحائر يسألني عن نجمٍ حطّ على يدهِ

وسرى في ليلٍ حطّ على نجمٍ

يسأل عن ليلٍ مسكون في أحوال الليل

لاحظت أن ما بين شمس المجموعة الأولى وهي من كروم النصر وليل المجموعة الثانية وهي لستَ وحيداً في الميدان طبقات للشعر على الرغم من أنّ الزمان التاريخي للكتابة واحد ومُتقارب، لكن الزمان الشعري بين المجموعتين متفاوت ومختلف.

أُسمي زمان «من كروم النصر» وهي قصائد في المقاومة، وفي قُرى الجنوب وفي النضال والصمود ومن عَبق تموز 2006، أُسمي هذا الزمان الزمان الخارجي في حين أُسمّي الزمان الآخر في قصائد لستَ وحيداً في الميدان، الزمان الداخلي. وبين الزمانين فسحة كبيرة، وأستعير من (ابن عربي) في رسائله، المفردتين التاليتين، حين بحث في الزمان، سمّى زماناً خارجياً، سمّاهُ الزمان الآفاقي نسبةً إلى الآفاق. وسمَّى الزمان الداخلي الزمان الأنفسي، تشبيهاً للأنفس، تأسيساً على الآية الكريمة (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم).

الزمان الخارجي زمان كرونولوجي زمان الساعة أما الزمان الداخلي فهو زمان الرؤيا والإسراء والمعراج، حيث تنطبع المعرفة بالقلب. وزمان الأنفسي أو الداخلي للشاعر يستطيع أن يكون معاصراً بامتياز يقول (young)، الشمس الداخلية صورة لإله بل لعل هنا، في عُمق الذات ما أشار إليه (NigolessJoar) وهو شاعر ألماني من صوفيي الطبيعة، حين أشار إلى ما سماه أنا الأنا Le je deson je.

في مجموعة قصائد خليل عكاش الثانية لستَ وحيداً، أُشاهد هذه الأنا العميقة، وألمحُ شمساً صغيرةً داخلية تُضيء الكون. وحتى لو تمّ التوليد الشعري واللغوي والصوري لديه بمفردات واحدة أو متقاربة إلا أن ثمة زمانين متمايزين.

الصفحات