أنت هنا

قراءة كتاب مئة سنة من الحب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مئة سنة من الحب

مئة سنة من الحب

كتاب " مئة سنة من الحب " ، تأليف عماد أنيس بيطار ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
الصفحة رقم: 4

سمعتُ صدى خطوات متلاحقة. فأدركت أن الخادمة تتجه نحو الهاتف لتقفل الخط بعد أن يسبقه اعتذار مزيَّف. لكني كنتُ السبَّاق إلى الكلام:

ـ اسمعي دانيال.. (تفاجأتْ من ذكر اسمها).

ـ كيف عرفتَ اسمي؟!

ـ يا دانيال، أنا لستُ صحافياً... إنما أريد إعادة هاتف السيدة رزان الصغيرة وكتابها. (تقاطعه):

ـ أرجوكَ كفى مراوغة... حيلتكَ لن تنطلي عليّ... وأنا مضطرة إلى إقفال الخط... مع السلامة.

أقفلتِ الخط اعتقاداً منها بأني صحافي. حتى لو صح ذلك؟ أيعقل ذلك! سأعاود طلب الرقم مجدداً. ومجدداً ردت الخادمة:

ـ آلو...

ـ أرجوكِ يا دانيال امنحيني دقيقة فقط للتوضيح ثم إقفلي الخط في وجهي كما شئتِ...

ـ أنتَ مجدداً (تضحك)... تفضل وهات ما عندك.

ـ أخبري السيدة رزان الصغيرة أن تفتش في داخل حقيبتها بحثاً عن هاتفها، وكذلك كتابها «مئة سنة من الحب»... وأظن أن رقم هاتفي قد ظهر على شاشة هاتفكم.... فلتتصل بيَّ فيما لو رغبت في استرجاع أغراضها... وشكراً لكِ.

أقفلتُ الخط ورحت أنتظر. لم يمضِ سوى دقائق قليلة حتى رن الهاتف.

ـ آلو...

ـ سيد عماد؟

ـ نعم... من يتكلم؟

ـ ـ أنا رزان الصغيرة..

ـ آه كم هو صعب أن يتحدث المرء إليكِ يا سيدة رزان...

ـ ليس لهذه الدرجة... وعلى كل حال، أعتذر منكَ إذ ظننتكَ شخصاً آخر.

ـ لا بأس...

ـ والآن، هل تخبرني كيف أستعيد أشيائي؟

ـ ما رأيكِ يا سيدة رزان أن نلتقي غداً في المقهى ذاته عند الساعة الرابعة من بعد الظهر؟ أم أنكِ تفضلين أن أحضر بنفسي إلى منزلكِ؟

ـ في المقهى سيد عماد....

ـ حسناً، إلى اللقاء.

أرجعتُ سماعة الهاتف إلى مكانها وتوجهتُ إلى أقرب مقعد. استرخيت، ورحت أقرأ «مئة سنة من الحب».

ـ في الصباح، كانت أفكاري كلها تدور حول لقائي برزان الصغيرة. وفي التوقيت ذاته، فاجأني لقاء آخر غير منتظر! إذ جاءتني آسيا «ابنة الجيران» مستسلمة إلى فيضٍ لا ينتهي من الحزن! لم أشعر إزاء رؤيتها بالراحة. وتفاقمت الرغبة لديَّ في كشف ملابسات حالتها النفسية. سألتها عن ابتسامتها الحلوة؛ أين اختفت؟ لم تبدِ أية بادرة تدل على الابتسام. حتماً هناكَ سوء ما. لم تكن في ذهني فكرة واضحة عما يمكن أن يكون؟ وقُبِيل أن أسألها مجدداً، بكتْ بحرارة! انتظرتُ منها تفسيراً ما. لاتزال تبكي! «هلَّا جلستِ آسيا»، طلبتُ منها ذلك. وأخذ كل منا يرمق الآخر بنظرات لم يسبق لنا التعامل بها؛ «ذعر وخوف في عينيْها، وحيرة وأسئلة في عينيَّ!».حاولتُ أن أكون لطيفاً للغاية، فاللطافة تجذب الناس إلى دائرتها. فكرتُ بما يجب عليَّ قوله لها، لم أجد شيئاً ملائماً. لذا ضممتُها إلى صدري قليلاً، ومشهد البكاء لا يتوقف! ثم فجأة، وبشيء من الارتباك كادت تبوح بأمر، إلا أنها تراجعت عن الفكرة في اللحظة الأخيرة. وحينما لاحظتْ استيائي من تلك الحالة، نطقت بشيء لا يدعو إلى الارتياح!؟

الصفحات