هذا الكتاب محاولة لقراءة دراسات للدكتور مصطفى ناصف لشعر ما قبل الإسلام للكشف عن رؤيته وقراءته لشعر ذلك العصر.
أنت هنا
قراءة كتاب قراءات في الأدب العربي قبل الإسلام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
قراءات في الأدب العربي قبل الإسلام
الصفحة رقم: 4
المـرأة:
قرر ناصف أنّ معاملة الشعر بوصفه ضرباً من التشبيه تقصير لا مبرر له(1). ورفض مصطلح التشبيه، وأكد حاجتنا ((إلى مصطلح جديد ينبه بصورة متكررة إلى خطأ هذا المصطلح. ولو قلنا أننا في كثير من الأحيان إزاء عملية يمكن أنْ نسميها الرمز من خلال التشبيه لكان هذا أولى بالقبول)) (2). وبما أننا بصدد أفكار وعواطف ومواقف إنسانية فعلينا أنْ نعامل الشعر الذي يؤلف ظاهرة التشبيه معاملة الرمز. من هنا رفض ناصف تفسير قول امرئ القيس القائم على أساس التشبيه كما فعل الشراح:
إذا ما الثريا في السماء تعرضت
تعرض أثناء الوشاح المفصلِ
ورأى أنَّ الثريا صورة رمزية للمرأة تبدو صغيرة للعيان، إلا أنّها متقاربة بعضها من بعض بحيث توحي بضعف المرأة وقوتها. فالمرأة هنا عزيزة المنال كالثريا في السماء(3).
ومن هنا أيضاً يمكننا أنْ نعد السحابة في قول الأعشى:
كأن مشيتها من بيت جارتها
مرّ السحابة لا ريث ولا عجل
رمزاً للمرأة الخفرة، فالسحابة تلتقى مع المرأة بكونها دثاراً والسحابة بيضاء كثيفة، تلد الماء أو المطر، والمرأة ذات صباحة وبدانة، تلد البنين والبنات، وكلتاهما تمشيان بدلال. إذن... ليس هناك مسافة بين الطبيعة وذهن الشاعر، فالطبيعة دائماً عقل الإنسان(4).
ويرى ناصف أنَّ امرأ القيس لم يكن سعيداً في علاقاته ومغامراته مع النساء، ويقرر أهمية الربط بين الفرس والليل، والمغامرات التي تعد ضرباً من الهرب من شعوره بالخوف من الموت، قارن قوله:
فأصبحت معشوقاً وأصبح بعلها
عليه القتامُ سيّئ الظنِ والبالِ
يغط غطيط البكر شد خناقهُ
ليقتلني والمرءُ ليسَ بقتالِ
أيقتلني والمشرفيّ مُضاجعي
ومسنونة زرق كأنيابِ أغوالِ