كتاب " ليس سوى الأرق " ، تأليف لوركا سبيتي حيدر ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
ما لا يموتُ ليس الشاعرَ
بل مكانه حين يموت..
أنت هنا
قراءة كتاب ليس سوى الأرق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

ليس سوى الأرق
حبّ
حين أشتاقُ إلى العناق يأخذُ الموقدُ شكل الذراع، والمخدّةُ رحابةَ الصدر.
حين أشتاقُ إلى القُبل تصيرُ الجدران وجوهاً والسقفُ شفاهاً.
حين يؤلمني ظهري يصيرُ الدرجُ فراشاً فسيحاً عابقاً بالخزام.
هكذا هي الأشياءُ، حين تحبنا تأخذُ حجم أوجاعنا، تسكنُ من الجلد شقوقه وتبلسمُ من البالِ خفاياه.
هكذا هي الأشياءُ حين تحبنا، تسكنًُ أوردتنا وتبني لها فيها بيتاً له جدران ودرج وفراش وموقد.
أشياء جديدة
قلّمتُ الأظفارَ، خضّبتُ كفيّ، ونسّقت الورودَ، سمّيتُ أطفالي كلّهم باسم واحدٍ.
أقنعتهم بركوبِ السيارة، العيونُ في الأمام، الضحكاتُ تحت المقاعد، الألعابُ في الخلف، والأحذيةُ هنا وهناك.
وضعنا الأحزمةَ. الموسيقى بكاءُ الملائكة.. اخترقنا الصوتَ والضوءَ، مَخَرْنَا غواربَ العتمة.
وهناك حيث الماء صديقُ النار، وحيث البردُ يسعلُ الحب وحيث العصافير لا ترتطمُ بحبالِ الغسيل،
وُلدنا.. مع وهجٍ يشبهُ الأشياء الجديدة.ضحكة
يضحكُ، فيفتح ثغراً يحاكي الشروقَ، لضحكةٍ تشبه الصدفة.
تارة ترسمُ جبالاً، وطوراً حقولاً، وأحياناً سؤالاً.
يضحكُ فتطلع أسرابُ سنونو تغطّ على دمي وروداً أو حمماً برائحة القهوة، وأنا أغورُ في جلدي وأستحي من ضحكته.. من مغزلٍ للسلام والعواطف، من مصنعٍ للتّراب والسّماد.
ضحكته مكتظّةٌ بالسفنِ والبضائع، متجرٌ يفتعل شتاءاتٍ ليبيعَ معاطف.
لم يعد وجهي مرآتي، ولم تعد الرغبةُ في الوريد، إلّا ضوؤك يتوقّعُ ما لا أقول.
يا ضاحكاً الحزنَ: نومُك ليس سوى الأرق..

