كتاب " السلاحف " ، تأليف نادية كريت ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
قراءة كتاب السلاحف
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
السلاحف
المشهد الرابع
عليا مرتمية على السرير ونظراتها تذهب لبعيد... الأضواء ما زالت حمراء.
عليا:
قرأت عنه منذ ثلاث سنوات. انتحر بسبب الضائقة المالية... الصحف حكيت عنه. كان بالتعليم الخاص وأولاده بالمدرسة يلي بيدرّس فيها. كان يدفع جزء من معاشه للادارة ليدرّس أولاده مع العلم أنه قانوناً أولاد الأساتذة لازم يتعلموا ببلاش. كان يقبض على تسعة أشهر وكان ماضي إجباراً على «كونترا» إقالة مش مؤرخ، إذا حاول أن يطالب بشيء أو خالف الادارة بيكون ماضي على استقالته وخالص. وساعتها كل قانون الـــ 56 ما بيعمل له شيء. وإذا تغيب يُخصم كل نهار تغيُّب من معاشه، يبدو أنه طالب بحقوق له وأصرّ بسبب غلاء المعيشة الفادح. كانت النتيجة إقالته من المدرسة بنصف العام الدراسي. حاول المستحيل ليلاقي شغل!! كانت القصة صعبة كثير. بلحظة يأس أطلق الرصاص على رأسه. بتخيل كيف صارت القصة لأنني الآن بحالة يأس وقرف مثله... ويومها لاقت الادارة أستاذ غيره رضي بالقبض على 7 أشهر فقط من أصل 12 شهر.... وبما إنه أصدق الأشياء هي يلي منمارسها بصمت؛ وبما أنه الوحدة العارية يلي بيوصلها الانسان قبل الانتحار صادقة، اسمعوا شو صار: كانت سماء داكنة لا شمس فيها، المطر حزين يزيد الشعور بالوحدة، اليأس جاوز الفضاء... مشى بخطى متثاقلة إلى جحره حيث الجدران ترشح ماء الشتاء ورائحة القمامة تنسلّ من النافذة... سارع بالارتماء على سريره عله بالنوم يهرب من مرّ أفكاره؛ ولكن الأفكار السوداء انقضّت عليه كالضواري فشعر برغبة عارمة للهروب: الضائقة المالية، الأقساط، الديون، الدواء، المأكل، الملبس، انسداد أبواب الرزق، وحش الغلاء... انتفض من سريره وصاح صيحة ارتعد لها الفضاء، مصوباً مسدسه إلى صدغه وأراد من كل شيء الاقتصاص... فأطلق الرصاص!!!
تدوي أصوات طلقات نارية في قاعة المسرح... مات الأستاذ وعاش التعليم الخاص...
الصفحات
- « first
- ‹ previous
- 1
- 2
- 3
- 4