قراءة كتاب نهاية العالم على مذبح التغير المناخي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نهاية العالم على مذبح التغير المناخي

نهاية العالم على مذبح التغير المناخي

كتاب " نهاية العالم على مذبح التغير المناخي " ، تأليف د. أيوب أبو دية ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

المقدمة

يأتي هذا الكتاب بعد صدور كتابي الأخير «ظاهرة الانحباس الحراري» في الأردن عن أمانة عمان الكبرى عام 2010؛ ويهدف كتاب «نهاية العالم على مذبح التغير المناخي» إلى التعريف بظاهرة الانحباس الحراري ووضع تصورات لآثارها المستقبلية التدميرية والتنبيه للمخاطر القادمة في هذه الألفية المصيرية من تاريخ الكرة الأرضية التي احتضنت الحياة على سطحها بنجاح مضطرد ومميز منذ مليارات السنين، كما يهدف إلى مناقشة قضايا راهنة مرتبطة بظاهرة الانحباس الحراري وخصوصاً في ما يتعلق بآخر ما توصلت إليه اجتماعات الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ تحت رعاية الأمم المتحدة.

إذاً، يأتي هذا الكتاب في خضم أحداث سياسية وتاريخية خطيرة جرت أحداثها في كوبنهاغن نهاية عام 2009، وفي كانكون بالمكسيك في نهاية عام 2010، وفي ديربان بجنوب إفريقيا عام 2011، وقد تركت غموضاً يحيط ببعض الاتفاقيات العالمية حول التغير المناخي، كما نسجت شباكاً هلامية من الوعود غير الملزمة، الأمر الذي حفزني لمتابعة الموضوع ههنا، والسعي صوب إلقاء الضوء على حقيقة ما يحدث في العالم وبيان مدى سيطرة القوى المتنفذة على القرار السياسي للأمم المتحدة، بل ومحاولة تهميش دور الأمم المتحدة الريادي في مجال تنظيم إطلاق الغازات الدفيئة.

كما يصدر هذا الكتاب في خضم ثورات عربية هائلة، وخصوصاً في الدول العربية النفطية التي تؤثر على سعر النفط العالمي، وفي وقت يشهد العالم تراجعاً في النمو الاقتصادي، وفي لحظات تبعات زلزال اليابان المدمر وما تبعه من موجات التسونامي وانتشار المواد المشعة من مفاعلات فوكوشيما النووية إثر الكارثة النووية هناك، وغيرها من أحداث؛ لا شك أن هذه الأحداث جميعها قد أسهمت في خفض استهلاك العالم من الوقود التقليدي رحمة بهذا الكوكب، ولكن المستقبل مفتوح على انقلاب شهية العالم صوب التوسع في استهلاك الطاقة التقليدية الأحفورية على نحو غير مسبوق وذلك للتعويض عن ذلك الركود، الأمر الذي سوف يزيد من هول الكارثة ويسارعها إذا لم يتم اتخاذ إجراءَات حاسمة تتفق عليها الدول العظمى كما اتفقت على فرض الحظر الجوي على ليبيا في غضون أيام قليلة.

يقع الكتاب في أربعة فصول، تتدرج، في الفصل الأول، من تعريف ظاهرة الانحباس الحراري إلى مقارنة الظاهرة بحالة الكواكب الأخرى المحيطة بنا، مثل كوكبي الزهرة والمريخ؛ ويتتبع الكتاب أيضاً تاريخية الظاهرة منذ العصر الجليدي العظيم قبل نحو 12000 سنة، فضلاً عن أنه يبحث في عناصر اختلاف ظاهرة الانحباس الحراري المعاصرة عما سبقتها من حالات انحباس حراري تاريخية.

ثم ينتقل الكتاب إلى الفصل الثاني -«تلوث العالم وعولمة التلوث»- للتعريف بتاريخية حركات الاحتجاج ضد التلوث، ولتحديد الدول التي تسهم بنشاط بالغ في إنتاج الغازات الدفيئة التي تلوث العالم اليوم؛ كذلك يناقش الفصل عالمية هذه الظاهرة وتأثير التلويث الذي يحدث في رقعة ما على مناطق أخرى في العالم بما في ذلك التلوث الإشعاعي الناجم عن العناصر المشعة المستخدمة في إنتاج الطاقة النووية، وذلك خلال مراحل التعدين والتخصيب والانشطار النووي وما ينتج عنه من مواد مشعة. فضلاً عن أنه سوف يتناول الأسباب التي كانت من وراء تأخير الإعلان عن حقيقة التغير المناخي صراحة.

وفي الفصل الثالث الذي جاء بعنوان: «نتائج تلويث العالم الحالية والمستقبلية»، نقوم بشرح مفصـل للمشاهدات الحالية لآثار هذه الظاهرة، ومن ثم نتجاوزها للكشف عن الأضرار المتوقعة نتيجة استفحالها في المستقبل، ولغاية نهاية القرن الحادي والعشرين. وأخيراً، سوف نتساءَل في هذا الفصل عن سبب تكاتف جهود أغلب دول العالم للتصدي لحل ثقب الأوزون بسرعة فائقة، فيما ظلت الاتفاقيات حول التغير المناخي تراوح مكانها!

وفي الفصل الرابع والأخير سوف نناقش المبادرات العالمية التي سعت لمعالجة ظاهرة الانحباس الحراري، وذلك من خلال مناقشة مبادرات العالم حول التغير المناخي، منذ إطلاق يوم الأرض في عام 1969 ولغاية اجتماع ديربان في جنوب إفريقيا نهاية عام 2011، وذلك تحت مظلة الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ برعاية الأمم المتحدة. وينتهي الكتاب بخاتمة نضع فيها النتائج التي توصلنا إليها والأسئلة الجديدة التي تفتقت أثناء البحث، وبخاصة في ضوء تداعيات ما حدث في اليابان بعد الزلزال والكارثة النووية التي ما زالت محاولات تقييم آثارها الكارثية بعد سنة واحدة على انقضائها مسألة غير محسومة بعد، وما زال السكان في دائرة نصف قطرها عشرين كيلومتراً من المفاعلات المنكوبة لاجئين لن يستطيعوا العودة إلى منازلهم لعقود قادمة!

المؤلف

عمان في 11/3/2012

الصفحات