أنت هنا

قراءة كتاب يوم من خريف العمر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
يوم من خريف العمر

يوم من خريف العمر

كتاب " يوم من خريف العمر " ، تأليف طلعت العبد الله ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 4

ـ لا تهتم يا جاك أنت تأمر ونحن ننفذ.

هنا قلت وبحياء: لطافتكم اللافتة جعلتني في موقع الخجل والإحراج.

ودّعني جاك قائلاً:

ـ كل شيء جاهز للتدقيق، وفي أي ساعة تريد، فأنا جاهز.

ـ سأهاتفك عندما أصحو. وصعدت مع نيكول لتريني غرفتي.

ـ جئت في قطار اليوم؟

ـ نعم.

ـ وستغادر غداً؟

ـ لا أدري، سأعلمك غداً قبل الظهر... إنني أشعر ببعض الراحة في هذه القرية.

ـ جو القرية الطبيعي الهادئ قد يعيد إليك النشاط وينسيك فوضى المدينة وضوضاءها.

ـ لماذا تقولين لي ذلك.

ـ يبدو على وجهك إرهاق مزمن، إنك تتكلم باقتضاب ووهن كمن يود أن يختلي بنفسه وينام لينسى ما يقلقه.

أدهشني جوابها وقوة فراستها، فنظرت إلى وجهها المشرق باستغراب، وقبل أن أنطق قالت: آسفة سأتركك لترتاح.

كانت الساعة السابعة مساءً عندما استيقظت. لكنني لم أفاجأ لأنني، في الواقع، كنت أود أن أنام بعمق وأعمل غداً صباحاً، وكأنني صممت أن أقضي عدة أيام في جوٍّ من الهدوء والراحة.

عندما نزلت إلى المقهى كانت بانتظاري رسالة من جاك بأنه سيأتي غداً ليصحبني، بالإضافة إلى ترحيب حار من نيكول التي رافقتني إلى منضدة صغيرة قريبة من مجلسها على البار، فلفتت نظري قطعة خشبية تشير إلى أن الطاولة محجوزة، فقلت لها مستفسراً:

ـ لمن هي محجوزة؟

ـ إنها محجوزة لك من الآن وحتى مغادرتك، مع أن المقهى كان يعجّ بالزبائن وليس هناك منضدة فارغة.

إن وجود شخص غريب قد لفت انتباه الحضور الذين كانوا ينظرون نحوي بابتسامات وادعة بينما أغلبهم من العجائز المتشابهين بلباسهم القروي وسراويلهم وقبعاتهم المسطحة. ابتسمت بدوري للجميع بهزات متتابعةٍ من رأسي، ولقد شعرت بإلفة تامة وكأنني بين أصدقاء قدامى.

جو القاعة كان جديداً عليّ لكنه محببٌ؛ إنه جو القروي البسيط البريء الذي يعمل طوال النهار ليلتقي مع أصحابه في المساء بإلفة ومسامرة، ولينصرف، بعد ذلك، إلى نومه باكراً بعد أن يكون قد قضى نهاراً مفيداً وليلة مسلية جميلة حدودها جدران المقهى وأبعادها الحقول ومزارع العنب والماشية.

ما إن دقت الساعة الحادية عشرة حتى خلت القاعة من روادها وكأنهم على موعد مع المغادرة غير متفق عليه.

الصفحات