قراءة كتاب دلائل الإعجاز

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دلائل الإعجاز

دلائل الإعجاز

كتاب "دلائل الإعجاز" لمؤلفه عبد القاهر الجرجاني، هو كتاب في إعجاز القرآن، ومن أهم قضية طال فيها الجرجاني فيه وجرى إلى التفصيل هو :" أسرار إعجاز القرآن ودلائله من جهة نظمه"، حيث تناول منهج الجرجاني القضايا القرآنية مبدئا عما أعجز العرب من القرآن هو يقول: "أع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 5
عن عبد الملك بن عمير أنه قال أتي عمر رضوان الله عليه بحلل من اليمن فأتاه محمد بن جعفر بن أبي طالب ومحمد بن أبي بكر الصديق ومحمد بن طلحة بن عبيد الله ومحمد بن حاطب فدخل عليه زيد بن ثابت رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين هؤلاء المحمدون بالباب يطلبون الكسوة فقال ائذن لهم يا غلام فدعا بحلل فأخذ زيد أجودها وقال هذه لمحمد بن حاطب وكانت أمه عنده وهو من بني لؤي فقال عمر رضي الله عنه أيهات أيهات وتمثل بشعر عمارة بن الوليد الطويل أسرك لما صرع القوم نشوة خروجي منها سالما غير غارم بريئا كأني قبل لم أك منهم وليس الخداع مرتضى في التنادم ردها ثم قال ائتني بثوب فألقه على هذه الحلل وقال أدخل يدك فخذ حلة وأنت لا تراها فأعطهم قال عبد الملك فلم أر قسمة أعدل منها وعمارة هذا هو عمارة بن الوليد بن المغيرة خطب امرأة من قومه فقالت لا أتزوجك أو تترك الشراب فأبى ثم اشتد وجده بها فحلف لها ألا يشرب ثم مر بخمار عنده شرب يشربون فدعوه فدخل عليهم وقد أنفدوا ما عندهم فنحر لهم ناقته وسقاهم ببرديه ومكثوا أياما ثم خرج فأتى أهله فلما رأته امرأته قالت ألم تحلف ألا تشرب فقال ولسنا بشرب أم عمرو إذا انتشوا ثياب الندامى عندهم كالغنائم
 
ولكننا يا أم عمرو نديمنا بمنزلة الريان ليس بعائم أسرك البيتين فإذا رب هزل أداة في جد وكلام جرى في باطل ثم استعين به على حق كما أنه رب شيء خسيس توصل به إلى شريف بأن ضرب مثلا فيه وجعل مثالا له كما قال أبو تمام الكامل والله قد ضرب الأقل لنوره مثلا من المشكاة والنبراس وعلى العكس فرب كلمة حق أريد بها باطل فاستحق عليها الذم كما عرفت من خبر الخارجي مع علي رضوان الله عليه ورب قول حسن لم يحسن من قائله حين تسبب به إلى قبيح كالذي حكى الجاحظ قال رجع طاووس يوما عن مجلس محمد بن يوسف وهو يومئذ والي اليمن فقال ما ظننت أن قول سبحان الله يكون معصية لله حتى كان اليوم سمعت رجلا أبلغ ابن يوسف عن رجل كلاما فقال رجل من أهل المجلس سبحان الله كالمستعظم لذلك الكلام ليغضب ابن يوسف فبهذا ونحوه فاعتبر واجعله حكما بينك وبين الشعر وبعد فكيف وضع من الشعر عندك وكسبه المقت منك أنك وجدت فيه الباطل والكذب وبعض ما لا يحسن ولم يرفعه في نفسك ولم يوجب له المحبة من قلبك أن كان فيه الحق والصدق والحكمة وفصل الخطاب وأن كان مجنى ثمر العقول والألباب ومجتمع فرق الآداب والذي قيد على الناس المعاني الشريفة وأفادهم الفوائد الجليلة
 
وترسل بين الماضي والغابر ينقل مكارم الأخلاق إلى الولد عن الوالد ويؤدي ودائع الشرف عن الغائب إلى الشاهد حتى ترى به آثار الماضين مخلدة في الباقين وعقول الأولين مرددة في الآخرين وترى لكل من رام الأدب وابتغى الشرف وطلب محاسن القول والفعل منارا مرفوعا وعلما منصوبا وهاديا مرشدا ومعلما مسددا وتجد فيه للنائي عن طلب المآثر والزاهد في اكتساب المحامد داعيا ومحرضا وباعثا ومحضضا ومذكرا ومعرفا وواعظا ومثقفا فلو كنت ممن ينصف كان في بعض ذلك ما يغير هذا الرأي منك وما يحدوك على رواية الشعر وطلبه ويمنعك أن تعيبه أو تعيب به ولكنك أبيت إلا ظنا سبق إليك وإلا بادىء رأي عن لك فأقفلت عليه قلبك وسددت عما سواه سمعك فعي الناصح بك وعسر على الصديق والخليط تنبيهك نعم وكيف رويت لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا فيريه خير له من أن يمتلىء شعرا ولهجت له وتركت قوله إن من الشعر لحكما وإن من البيان لسحرا وكيف نسيت أمره بقول الشعر ووعده عليه الجنة وقوله لحسان قل وروح القدس معك وسماعه له واستنشاده إياه وعمله به واستحسانه له وارتياحه عند سماعه
 
أما أمره به فمن المعلوم ضرورة وكذلك سماعه إياه فقد كان حسان وعبد الله بن رواحة وكعب بن زهير يمدحونه ويسمع منهم ويصغي إليهم ويأمرهم بالرد على المشركين فيقولون في ذلك ويعرضون عليه وكان عليه السلام يذكر لهم بعض ذلك كالذي روي من أنه قال لكعب ما نسي ربك وما كان ربك نسيا شعرا قلته قال وما هو يا رسول الله قال أنشده يا أبا بكر فأنشد أبو بكر رضوان الله عليه الكامل زعمت سخينة أن ستغلب ربها وليغلبن مغالب الغلاب وأما استنشاده إياه فكثير من ذلك الخبر المعروف في استنشاده حين استسقى فسقي قول أبي طالب الكامل وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل يطيف به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل الأبيات
 
وعن الشعبي رضي الله عنه عن مسروق عن عبد الله قال لما نظر رسول الله إلى القتلى يوم بدر مصرعين قال لأبي بكر رضي الله عنه لو أن أبا طالب حي لعلم أن أسيافنا قد أخذت بالأنامل قال وذلك لقول أبي طالب كذبتم وبيت الله إن جد ما أرى لتلتبسن أسيافنا بالأنامل وينهض قوم في الدروع إليهم نهوض الروايا في طريق حلاحل ومن المحفوظ في ذلك حديث محمد بن مسلمة الأنصاري جمعه وابن أبي حدرد الأسلمي الطريق قال فتذاكرنا الشكر والمعروف قال فقال محمد كنا يوما عند النبي فقال لحسان بن ثابت أنشدني قصيدة من شعر الجاهلية فإن الله تعالى قد وضع عنا آثامها في شعرها وروايته فأنشده قصيدة للأعشى هجا بها علقمة بن علاثة السريع علقم ما أنت إلى عامر الناقض الأوتار والواتر فقال النبي يا حسان لا تعد تنشدني هذه القصيدة بعد مجلسك هذا فقال يا رسول الله تنهاني عن رجل مشرك مقيم عند قيصر فقال النبي يا حسان أشكر الناس للناس أشكرهم لله تعالى وإن قيصر سأل أبا سفيان بن حرب عني فتناول مني

الصفحات