قراءة كتاب ذاكرة الغياب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذاكرة الغياب

ذاكرة الغياب

الديوان الشعري "ذاكرة الغياب" للكاتب اللبناني ذوقان عبد الصمد:
هذا الجبلُ العالي...
في قمَّتِهِ بيتٌ من نورِ الرَّبْ
من مولى الحبْ
مثوى لنبيٍّ
غَيْبتُه... بعثُ الإيمانِ...
وصحوُ الإنسانِ
المُفتَنِ بالزَّائلْ!!

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8

الموهبة الأصيلة والصنعة الأصيلة

هنري زغيب ألقيت هذه الكلمة الارتجالية في حفل مناقشة ديوان «رياح وأشرعة»، 9 ـ 11 ـ 2002
الشعرُ هو الموهبةُ، والصنعةُ معاً
الصنعة وحدها بدون الموهبة كمن يصنع وردة وليس لها عبير الورد، لا تأرج كما تأرج وردة على شباك الصبية.
هذان الجناحان طار بهما ذوقان عبد الصمد:
الموهبةُ الأصيلة والصنعة الأصيلة.
عندما قرأت ديوان «رياح وأشرعة» خرجت بكلمة واحدة. قلت ذوقان عبد الصمد «شاعر متين»
ويا نعم من يقال عنه إنه «شاعر متين».
نقول هذا ونحن في حضرة الكلاسيكية.
وأنا، ابن هذه الكلاسيكية، أقسو أضعاف ما أقسو على الذين يمتطون الكلاسيكية وهم ليسوا فرسانها.
الكلاسيكية فرسٌ جموح تطيح من يمتطيها إن لم يكن شاعراً كذوقان عبد الصمد يتمتع بالكلمة التي قلتها لكم «المتانة»
الفارس الفارس هو المتين الذي يعرف كيف «يُروض البيت». لا كيف «يكتب القصيدة» بل كيف يبني القصيدة.
القصيدة هي بناء شعري، عمارة شعرية تُبنى حجراً حجراً من أُسٍّ متين، وهندسة متينة. وكلما علا بنيانها ازدادت جمالاً وتأنقت سبكاً ومتانة. وقوة القصيدة الجميلة تُبنى فلذة بعد فلذة بعد فلذة هكذا القصيدة الكلاسيكيةإذن ليس الشكل هو المعيار، الشكل هو اللباس والمضمون هو الجسد
الجمال شرط الشكل
ما قالته الحية إلى المرأة: انظري ما أطيب هذه التفاحة ولم تقل لها «كلي هذه التفاحة».
هكذا نقرأ الشعر وهكذا ستقرؤون ذوقان عبدالصمد كل ما قلته عن الشعر العالي يقال في ذوقان عبد الصمد. عذاب التحول من الحياة إلى اللغة
سناء أبو شقرا ألقيت هذه الكلمة في مناقشة ديوان (رياح وأشرعة) 9-11-2009 سئل ناظم حكمت، في إحدى أمسياته في بيروت: ما الشعر؟
كان السائل صحافياً شاباً شديد الإعجاب بالشاعر وتاريخه. وكان في السؤال ما أوحى لناظم حكمت بأن المتوقّع منه جوابٌ مذهل يحمل السامع إلى وادي عبقر على خيول مجنّحة.
ابتسم ناظم ابتسامةً رقيقة وأجاب: الشاعر حدّاد أيضاً. العمل صنو الموهبة، بل قبلها. لم يقل الشاعر صائغ، رغم دقّة التشبيه، لأن الذهب معدن الأثرياء. وجهد الشاعر للناس المتعبين، الباحثين عن شروط حلم جديد. بمثل هذا الفهم لعلاقة الشاعر بنفسه، كناقدٍ لذاته، وللعملية الفنية برمّتها، أُنزِل الشعر من ضباب التوهّم إلى التراب الإنساني المبدع، من اللاوعي والانجذاب، إلى حضن المخزون الثقافي الذي يحوّله الوعي الشعري إلى حالة ولادة في لحظة امتزاج لامع بين الذاكرة واللغة والقدرة على الخلق.
واللغة هنا ليست وعاء الفكر. ليست إناء الوردة بل ترابها. هي شكل القصيدة التي لا مضمون له خارجها، وعقدة التلازم والتفارق الدائمين بين الصياغة والمعنى، الكشف والتعبير، الشجرة والخضرة.
بهذا المعنى للشعر، حيث الإزميل المتيقظ المرهف يطلق الصورة الكامنة من خيوط احتجابها، نحن أمام كتابٍ شعريّ ممتلىء. وأمام شاعر يزن حروفه واحداً واحداً فيمنع السهولة والطبع أن يوقعا به في فخّ المكرّر المألوف؛ شاعرٍ يعي مرارة تطويع الفكرة أو توسيع حدود اللغة لتتبلور معاناته الغامضة الأولى في وضوحٍ مترفّع ومتجدّد في آن.

الصفحات