" فينيقيولوجيا " مختارات مما تزخر به أكاديمية الفينيق للأدب العربي اختارها العنوان " قبس من أرواحهم / أرواحهن ـ تحليق " لشعراء وشاعرات يحملون / يحملن ..وسام الأكاديمية للابداع الأدبي الصادرة عن دار العن
أنت هنا
قراءة كتاب قبس من أرواحهم / هن - تحليق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
النهارُ لا يَكفي كُلَّ البِلاد !
الشاعر محمد مثقال الخضور/ الأردن
التاريخُ . .
أَنْ تتبرَّأَ وردةٌ من وعائها الشائِك وتعلنَ أَنَّها لَمْ تَتَعَمَّدْ الوخزَ
فَتصبح جُزءًا مِنْ ثـقافـةِ الحُبِّ
يُجفِّـفُها عاشقانِ ، وَيتبادلانِ – في حَضْرتِها – القُـبَلَ . . والذكرياتْ !
أَنْ تَـعثُرَ أُمنيةٌ على هَيكلِها العظميِّ
في مُتحَفٍ لِلمؤَامراتِ
وَأَن تُسهبَ في تَشريحِ جُـثَّةِ الجاهليةِ . .
حينَ تُسأَلُ : بِأَيِّ ذنبٍ قُـتِلَتْ ؟
أَنْ يَـغفِرَ الأَطفالُ لِلفَقرِ ما تَـقَدَّمَ مِنْ أَعيادٍ
وَأَنْ يَـثِقوا . . بِما تَـأَخَّر !
أَن يَكتُبوا في مواضيعِ الإِنشاءِ . .
ما يَجعلُنا نُشفقُ على الأَعداءِ و "الغولةِ" والحرامي !
في الوثائقِ . . يَحارُ في تَـغريبتهِ الرغيفُ . .
أَيُّ النهاياتِ أَكثر مُتعةً من الموتِ . . ؟
فالحصادُ آخرُ أَوجاعِ السنابلِ !
الطحنُ آخرُ أَحزانِ الحُبوب !
الأَفرانُ محرقةُ الدقيق !
المجدُ لا يَحتملُ الزحامَ
ولا يكتفي بِحُسنِ نوايا البُذور التي تُعاشِرُ الطينَ
لكي تَستدْرِجَ المطرَ والانتظار !
التاريخُ جَدَّةٌ حزينةٌ لا أَحفادَ لها
تُحَمِّلُ النهرَ حكاياتِها على سُفنٍ من ورق
وتَتركُها رهينةً للوعورةِ . . والسدود !
العرباتُ التي تجوبُ القصصَ بحثًا عن العناوينِ
لا تَذكُرُ الأَسماءَ . . حين تدوسُ صفحةَ الوفـيات
التاريخُ لا يَـئِنُّ ، إِلا حينَ يَسقُطُ الحُفاةُ
وينتصرُ الآخرون !
الموتى أَقلُّ رغبةً في اختيارِ المكانِ
نُقطةُ الضوءِ تَضَعهم حيثُ يشاءُ الظلامُ
وكُلما نَهَضوا . . تَسقطُ ظِلالُهم على قِصَّةٍ مُهملة
سيحتاجونَ دهرًا واحدًا فقط
لكي تَعثُر عليهم النقطةُ الأُخرى . .
فَتحمي ظِلالَهم من السقوطِ
وأَنينَهُم . . من الموت
النهارُ لا يَكفي كُلَّ البلادِ
يأْتي مُتقطِّـعًا . .
يُعَلِّقُ شمسَهُ بينَ ليلتيْنِ
وكُلَّما دَخَلَ قريةً ، أَفسَدَ فيها صَمتَها . .
وَوَزَّعَ ما يشاءُ من الظلالِ . . والأَوسِمة !
الليلُ تاريخُ النهاراتِ البائِدة
تكتبُهُ نَجمةٌ خارجةٌ من السجنِ . .
قبلَ أَنْ يَنثُرَها الحزنُ شُهُبًا على الساهرين
الصمتُ تاريخُ الكلامِ . .
تُدَوِّنُـهُ الأَرضُ الساخرةُ من البذورِ الهجينةِ
وأَسمدةِ الغُرباءِ . . والمشانق
التاريخُ أَنينُ الكونِ . . والوقتِ
نظرةُ طائرٍ جريحٍ إِلى بُندقـيَّةِ صيَّادٍ أَنيق
صمتُ الناجين من العرباتِ الماجِنة
وطفلٌ . .
يَغرسُ زيتونةً في أَرضٍ محروقةٍ . .
وَيَكبُر . . !