كتاب " خريف الوطن " ، تأليف محمد خالد النبالي ، والذي صدر عن دار العنقاء للنشر والتوزيع والدعاية والإعلان عام 2014 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
قراءة كتاب خريف الوطن
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
نص ضجيج متكامل
حَطبٌ يَسْتعِرْ
والمطرُ حَسيرٌ لا يَنْهمِرْ
كَفرَ الكُفْرُ فينا
إنّهُ ضَجيجٌ مُتكامِلٌ
يَلْتهمُ خَدّ السَّماءِ الشّاحِبِ
فَمَتى يَأتي المطرُ
ويحْقنُ الأرْضَ
بِكَوثرٍ وعيونْ
مَتى نكونُ أَوْ لا نَكونْ ؟
يبقى الشاعر متوغلا في مأساة وطنه موحيا بعدم انفراج هذه المأساة بل العكس تزداد وجعا وألما وموتا (حَطبٌ يَسْتعِرْ /والمطرُ حَسيرٌ لا يَنْهمِرْ /كَفرَ الكُفْرُ فينا /إنّهُ ضَجيجٌ مُتكامِلٌ /يَلْتهمُ خَدّ السَّماءِ الشّاحِبِ) وأصبح كل شيء حوله لا يوحي إلا بالخيبة والمرارة فالحطب يستعر ولا شيء يوقده لكي يأتي الدفء منه وحتى المطر ينحسر إلى حد أصبح الكفر بكل شيء هو الموجود ,فلم يعد هنا إلا الضجيج الفارغ التي يلتهم حتى الأمل بالسماء أن تأتي بالحل والانفراج لأزمته (فَمَتى يَأتي المطرُ /ويحْقنُ الأرْضَ/ بِكَوثرٍ وعيونْ /مَتى نكونُ أَوْ لا نَكونْ ؟).
بعد أن وصل إلى حالة اليأس يتحول هنا من طرح أزمة وطنه يصرخ في وجه كل هذا الاستلاب والقهر الجمعي لأنه يمثل أزمة أمة كاملة مرتبطة جوهريا مع وطن سلب ولا أحد يفكر بحل هذه الأزمة .
يبدأ الشاعر يصرخ متى يأتي المطر الذي هو رمز الحياة لانفراج هذه الأزمة ومتى نكون أو لا نكون , فيجب أن يضع حدا لهذا لكي لا تبقى قضيته معلقة لا حل لها سوى الضياع والنهاية التي لا نهاية لها وبعد أن طالت أزمتها وماساتها .
استطاع الشاعر أن يكون الجمل الترابطية المتصاعدة في بؤرة نصيه ترتبط بها جميع نصوص المجموعة وفق التنسيق اللغوي التراكمي الذي ينضج الجملة الشعرية لديه ضمن الإيقاع المتصاعد في طرح جميع أبعاد القضية الخاصة بوطنه من خلال التنويع الفهمي الاستدراكي لأزمته الإنسانية في المشهد الوطني , واستطاع أن يكون مجموعة شعرية مرتبطة كليا بأزمة الوطن ومن خلال الفهم الإشاري .
الشاعر والناقد
عباس باني المالكي / العراق