أنت هنا
قراءة كتاب السيرة النبوية لابن كثير الجزء السادس
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
وفادة وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل بن يعمر الحضرمي بن هنيدة أحد ملوك اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر بن عبد البر: كان أحد أقيال حضرموت، وكان أبوه من ملوكهم.
ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر أصحابه قبل قدومه به، وقال: يأتيكم بقية أبناء الملوك.
فلما دخل رحب به وأدناه من نفسه وقرب مجلسه وبسط له رداءه.
وقال: " اللهم بارك في وائل وولده وولد ولده ".
واستعمله على الاقيال من حضرموت، وكتب معه ثلاثة كتب ; منها كتاب إلى المهاجر بن أبى أمية، وكتاب إلى الاقيال والعباهلة، وأقطعه أرضا وأرسل معه معاوية ابن أبى سفيان فخرج معه راجلا، فشكا إليه حر الرمضاء فقال: انتعل ظل الناقة.
فقال: وما يغنى عنى ذلك، لو جعلتني ردفا ؟ فقال له وائل: اسكت فلست من أرداف الملوك.
ثم عاش وائل بن حجر حتى وفد على معاوية وهو أمير المؤمنين، فعرفه معاوية، فرحب به وقربه وأدناه، وأذكره الحديث، وعرض عليه جائزة سنية فأبى أن يأخذها، وقال: أعطها من هو أحوج إليها منى.
وأورد الحافظ البيهقى بعض هذا، وأشار إلى أن البخاري في التاريخ روى في ذلك شيئا.
وقد قال الامام أحمد: حدثنا حجاج، أنبأنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن علقمة ابن وائل، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعه أرضا.
قال: وأرسل معى معاوية أن أعطها إياه - أو قال أعلمها إياه -.
قال: فقال معاوية: أردفني خلفك.
فقلت: لا تكون من أرداف الملوك.
قال: فقال: أعطني نعلك.
فقلت: انتعل ظل الناقة.
قال: فلما استخلف معاوية أتيته فأقعدني معه على السرير فذكرني الحديث.
قال سماك: فقال: وددت أنى كنت حملته بين يدى وقد رواه أبو داود والترمذي من حديث شعبة، وقال الترمذي: صحيح.