كتاب " الهروب وراء الظلام " ، تأليف محمد نور عبد الله رمضان ، والذي صدر عن دار الجنان عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
الجريمة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
كتاب " الهروب وراء الظلام " ، تأليف محمد نور عبد الله رمضان ، والذي صدر عن دار الجنان عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
الجريمة
الأزمة
بعد عبور الصادق للنهر شعر بشيء من الطمأنينة وسار حتى وصل سوق المدينة وأشترى جلباباً جديداً وعمامة ناصعة البياض وسروالاً طويلاً وحذاءاً من الجلد الفاخر وعاد ثانية إلى النهر وخلع ملابسه المتعفنة الملطخة بالدماء وحذاءه القديم وربطهما على حجر كبير كما أخذ النقود من الكيس الذي يخص سلوى وقذف بقية الأشياء في الماء ثم سبح خلفها لمسافة وعاد وارتدى ملابسه الجديدة ، المرة الأولى التي يحس فيها بهيبته وحسن مظهره .
بعد فراغه من الاحتياطات الاحترازية عاد إلى السوق للمرة الثانية ليبدأ رحلة الهروب ثانية . ولحظة سيره بحذر لمح أحد رفقاء الكأس يعبر أمامه داهمه الخوف بقوة وقال وهو يرتعد :
ـ لو التفت لرآن .
لماذا جاء إلى هنا ؟
يبدو انه يبحث عني كما يبحث كل أهل البلد الآن . بالطبع ستكون سلوى قد فارقت الحياة ، وبينما هو في جداله مع نفسه رأي الصياد يمر من أمامه وهو يحمل سمكته وآخر يساومه لشرائها وهو يقول :
ـ تسعون ألف جنيه ولا تريد أن تبيعها أتحسبها خروف . فإذا تركتها حتى منتصف النهار ستتعفن وتفوح منها رائحة نفاذة ويبتعد عنك الناس كما يبتعدون عن الجيفة النتنة .
سمع صوت الصيّاد يقول:
ـ إذا كنت تملك مائة ألف جنيه سوف أبيعها لك وإلا فلا تزعجني.
تعجب الصادق وقال يخاطب نفسه :
ـ يا له من جشع تدفع له تسعون ألف جنيه ويرفضها فلو عملت شهراً كاملاً لما ادخرت هذا المبلغ فلماذا لا اعمل صياد؟
دنا الصادق من الصيّاد محاولاً مطالبته بالتسع جنيهات التي أخذها منه ويذكره بأنه لم يدفعها له إلا في ساعة غفلة منه وعليه أن يأخذ جنيهاَ واحداً ويرد له الباقي ولما رأى نظرات الصيّاد النارية تخترق جسده غير رأيه وانسحب من أمامه بهدوء فقد رأى فيه الصيّاد ملامح الرجل الذي حمله إلا أنه شك في الملابس التي يرتديها لذلك لم يسأله.
****
استطاع الميكانيكي بعد عناء ومشقة أن يحدد العطل وقام بإصلاحه لحظتها كان النهار قد انتصف والشمس الباردة قد زادت حرارتها ، واستقل الجميع البنطون وهم ساخطون وعبروا النهر وهم قانطون فالفترة الزمنية التي تأخروا فيها كافية للمجرم بأن يبتعد ويرحل بعيداً عن المنطقة.