حظي موضوع التنشئة السياسية باهتمام الفلاسفة والسياسيين منذ أقدم العصور فقد ركز أفلاطون في كتابه "الجمهورية" على التنشئة السياسية للمواطنين وإعدادهم لتعيين ولائهم وانتمائهم، وأكد "أرسطو" في كتابه "السياسة" أن من أهم واجبات الحاكم الاهتمام بالتنشئة السياسية للمحافظة على الأمن والاستقرار([1]) وقد ازداد الاهتمام بالتنشئة السياسية في العصر الحديث نتيجة لتطور المجتمعات والنمو السكاني الكبير واتساع مساحة الدول وما رافق ذلك من اختلاف في العرقيات والقوميات داخل الدولة الواحدة وما للتنشئة من تأثير على نظام الحكم والسياسة العامة للدولة ومن أبرز مفكرين الذين اهتموا بالتنشئة السياسية "جان جاك روسو" وغيره من مفكري العصر الحديث([2]).

وفي العصر الحديث وتحديداً منذ بداية الخمسينات من القرن الماضي، بدأ الاهتمام بدراسة التنشئة عموماً أو التنشئة السياسية خصوصاً، يأخذ مكانه البارز في أدبيات علم الاجتماع العام، وعلم الاجتماع السياسي، وأوضح دليل على ذلك ، العديد من المؤلفات وكذلك المؤلفين الذين أولوا الموضوع جل اهتمامهم، أمثال جرينشتاين ودوسون وهيس والموند وفرومان، وغيرهم([3]).

وسوف يتم تناول الفصل من خلال المباحث التالية: