قراءة كتاب اللغة العربية دراسات في علوم اللغة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
اللغة العربية دراسات في علوم اللغة

اللغة العربية دراسات في علوم اللغة

كتاب " اللغة العربية دراسات في علوم اللغة " ، تأليف د. كمال جبري عبهري د.توفيق أسعد حمارشة د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8

الحروف والأصوات:

العربية تسعة وعشرون حرفاً هي: { أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي ا }.

هذه الحروف المكتوبة المقروءة التي لها صورة في الرسم. ويوجد في العربية حروفٌ ليست مرسومة ولكنها منطوقة، وهي كثيرة عدها بعضهم إلى نحو من أربعين حرفاً. ومنها: " التسهيل وهو ما بين الهمز والألف، والصاد المشمة صوت الزاي التي يشبه صوتها صوت أهل التمدن عند نطقهم صوت الظاء في العامية، والإمالة، والتقليل، والجيم التي تشبه حرف G في الإنجليزية، والجيم المشمه صوت الشين، وإشمام الكسرة حركة الضمة" والغنة واللام المغلطة([13]).

وعدوا لهذه الحروف مخارج بينوها بياناً واضحاً، فعدوا سبعة عشر مخرجاً وبينوا أعضاء المخارج.

فقالوا أعضاء المخارج خمسة :"الجوف وهو المكان الخالي في الحلق والفم، والحلق، واللسان، والشفتان،والخيشوف وهو أنف الداخل الرتق الموجود في سقف الفم". ورتبوا أحرف العلة. وللحلق ستة { ء هـ، ع ح، غ خ }.

واللسان فيه خمسة مخارج هي: أقصى اللسان، ووسطه، وحافتاه، وطرفه ورأسه. فأقصى اللسان [ ق ، ك ] ووسطه [ ج ، ش ، ي ] وحافتاه [ ل ، ض ] وطرفه الأيمن والأيسر [ ن ، ر ] وطرف رأسه [ د ت ط ، ذ ظ ث ] ورأسه [ س ، ص ، ز ].

وللشفتان أربعة أحرف هي: [ ب ، م ] بالانطباق، والواو بالانفراج والفاء من أطراف الأسنان العليا الأمامية مع بطن الشفه السفلى. وللخيشوم الغنة وهي التي تتبع الميم والنون وعلاقاتها بالحروف.

ومما ينبغي التنبه إليه أن علماء العربية واللغويون منهم على الأخص عندما عدوا المخارج وبينوا الحروف المترتبة على كل مخرج جعلوا لكل حرف صفات خاصة به قد يشاركه فيها غيره وقد يختص حرف من الحروف بصفة ظاهرة عليه مميزة له عن ما سواه. وكان عدد الصفات التي تحدثوا عنها سبعة عشر صفة. وقسموها إلى صفات ضعيفة وقوية ومتوسطة وإلى لازمة وغير لازمة. فاللازمة عشر صفات لا بد لكل حرف من أن يجمع خمساً منها فهي ذوات أضداد فالصفة وضدها فالحرف إما أن يكون له صفة منها أو في ضدها فالصفات العشرة ذوات الأضداد هي: ( الجهر ويقابله الهمس والشدة ويقابلها الرخاوة والاستعلاء ويقابلها الاستفال والصمت ويقابلها المذلق ومنفتح ويقابلها مطبق ).

وغير ذوات الأضداد سبع صفات قد تكون في بعض الحروف وقد لا تكون. وهي الصفير والقلقلة والانحراف واللين والتكرير والتفشي والاستطالة([14]). الصفير وحروفه هي [ ص ، ز ، س ]، القلقلة وحروفها هي [ قطب جد ]، الانحراف وحروفه هي [ ل ، ر ] التكرير وحروفه هي [ ر ]، التفشي وحروفه هي [ ش ]، الاستطالة وحروفه هي [ ض ].

وجعلوا من بيان الحرف ووضوحه إعطاؤه حقه من الصفة والمخرج فإذا أخذ الحرف مخرجه بدقة وأعطي صفته ظهر جمال الحرف ودلالته الجرسية.

ويظهر مما سبق اهتمام علماء العربية بالحروف وهي التي تشكل الجزئية الأولى من اللغة وهو ما أطلق عليه العلماء المحدثون " الفونيم " وهو أصغر وحدة صوتية.

ويبدو لكل ذي لب وعقل أن اهتمام العلماء بالحرف والمخرج والصفة وعنايتهم به عناية خاصة لما في العربية خاصة من جمال في الالقاء والكلام وما للفظ عند العرب من قوة في الدلالة والمعنى المترتب عليه. لذلك تكمن أهمية معرفة الصفات والمخرج للتفريق بين صوت حرف وحرف مثل ( ض ، ظ )، ( ذ ، ث ) ، ( د ، ت ) وكذلك الحروف المتحدة في المخرج مثل ( ظ ، ذ ) ( ت ، ظ ) ( ق ، ك ) وتظهر أهمية صفة الحرف في بعض الكلمات نحو : ( عصى ، عسى )، ( محظوراً ، محذوراً ) ( ضلّ ، ظلّ ). إذ لولا تفريق الصفة من استعلاء وإطباق وغيرها، لأشكل المعنى على السامع وتغيرت الدلالة.

وقد أشار اللغوي الشهير ابن جني إلى بعض هذه الأمثلة والألفاظ والتي يصور صوتها مسماها وبين وقعه على الأذن ودلالته في نفس المتلقي بما في ذلك قوة اللفظ وضعفه وفيما وضع له.

ونظر كذلك هو وغيره من اللغويين إلى مقاربة اللفظ للفظ والحرف للحرف وعلاقته بمجاوره من صفات ومخرج وما يسهل على اللفظ ويصعب وما يستحسن في النطق وما يستقبح وكذلك ما يروق للسمع وما لا يروق([15]).

ويلحظ أن علماء اللغة كذلك قسموا اللفظ إلى درجات من النبر قوي ومتوسط وضعيف، فالكلمة مكونة من أصوات متتابعة مترابطة يقود أحدها الآخر فهي تتفاوت فيما بينها في القوة والضعف في النطق بحسب الموقع الذي تقع فيه، فالصوت أو المقطع الذي ينطق بصورة أقوى مما يجاوره يسمى صوتاً أو مقطعاً منبوراً فالنبر إذن هو وضوح نسبي لصوت أو مقطع إذا قورن بغيره من الأصوات أو المقاطع المجاوره. ومعنى هذا أن المقاطع تتفاوت فيما بينها في النطق قوة وضعفاً فالصوت أو المقطع المنبور

ينطق ببذل طاقة أكثر نسبياً ويتطلب من أعضاء النطق مجهوداً أشد، لاحظ مثلاً الفرق في قوة النطق وضعفه بين المقطع الأول في ضرب وبين المقطعين الآخرين ( ض / ر / ب ) نجد [ض] ينطق بارتكاز أكبر من زميليه في الكلمة نفسها

وهذا الشيء نفسه يلاحظ في المقطع [ كا ] من كاتب وكذلك المقطع [ رو ] من مضروب .... إلخ([16]).

أما أمثلة النبر الوسيط فيظهر في المقطع [ مس ] من مستحيل أما النبر القوي فهو على المقطع [ حي ] ومثال الوسط أيضاً الذي يقع على المقطع [ قا ] من قاتلوهم أما القوي فهو على المقطع [ لو ] . . . إلخ .

وللنبر علامات في الكتابة الصوتية فالقوي يرمز إليه بالرمز [ ا ] ويوضع قبل المقطع المنبور مباشرة أما الوسيط فعلامة [ ا ] أما المقطع المنبور نبراً ضعيفاً فيترك عادة بلا علامة أو رمز. والنبر حين يوجد في الكلمة المفردة يسمى نبر الكلمة ولكن هذا النبر قد يتعدل من حيث المكان ومن حيث القوة والضعف في الجمل والعبارات وهذا التعديل يعتمد في الغالب على أهمية الكلمات كما يعتمد على التنغيم.

وللنبر وظائف لغوية مهمة صرفية ودلالية فقد يستغل النبر أحياناً للتفريق بين الأسماء والأفعال وكذلك لتوضيح الموقف والسياق. فنبر التهنئة يختلف عن نبر التعزية، ونبر الفرح يختلف عن نبر الحزن، ونبر السرور يختلف عن نبر الغضب ونبر الاستفهام يختلف عن نبر الإخبار.

الصفحات