أنت هنا

قراءة كتاب المنشآت المعمارية فى عصر الخديوي إسماعيل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المنشآت المعمارية فى عصر الخديوي إسماعيل

المنشآت المعمارية فى عصر الخديوي إسماعيل

كتاب " المنشآت المعمارية فى عصر الخديوي إسماعيل " ، تأليف احمد محمد علي ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 4

ومـن أهــم هـذه الشـوارع :

شارع قصر النيل

هو أشهر شوارع وسط القاهرة، يكاد يكون الشارع الوحيد الذي لم يتغير اسمه حتي الآن، لأنه فعلاً شارع له تاريخ وصفحة من صفحات تاريخ مصـر.([11]) ويعتبر القائد العظيم إبراهيم باشا أول من فكر في تعمير المنطقة الممتدة الآن من " كوبري أبو العلا " شمالاً إلي ما بعد كوبري قصر النيل جنوباً عندما أمر بتمهيد تلك الأرض وردمها وتسويتها كجزء من تجميل الشاطئ الشرقي لنيل العاصمة . وكجزء من اهتمام سعيد باشا بالجيش والبحرية أنشأ ثكنات للجيش المصري في منطقة قصـر النيل ، وكانت هذه بداية اكبر حركة تعمير في هذه المنطقة وهي الأساس الذي تحرك عليه إسماعيل باشا .

وبعد أن تولي إسماعيل باشا حكم مصر، أمر بالتوسع في تعمير المنطقة الممتدة من شاطئ النيل عند ثكنات الجيش إلي باب اللوق . وكلف كبير مهندسى مصـر علي باشا مبارك بتحويل تلك المنطقة الي واجهة حضارية للعاصمة .

وفي عام 1874م، بلغت المساحة التي شغلتها المباني 257 فداناً، احتلت شبكة الطرق منها 30%، وشغلت المباني 13%، واحتلت الباقي حدائق شاسعة تمثل الاحتياطي للتوسع العمراني . وهكذا ظهرت شوارع قصر النيل، سليمان باشا، قصر العيني، وبلغ طول شارع قصر النيل 1250 متراً. ([12])

وبعد ذلك أمر الخديو اسماعيل بنقل المدرسة الحربية التي أنشأها سعيد باشا في القناطر الخيرية إلي ثكنات قصر النيل لزيادة تعميرها .

فقصر النيل ليس مجرد شارع تم دكه بالحجر الدقشوم ، وليس هو مجرد أثاثات للجيش ومدرسة حربية ولكن قطعة من تاريخ مصر .

أما التمثال الذي كان مقرراً إقامته للخديوي إسماعيل فوق القاعدة التي أقيمت في ميدان الإسماعيلية " التحرير " فقد وصل إلي الإسكندرية من إيطاليا بعد ثلاثة أيام من قيام ثورة 23 يوليو، ولهذا لم يكتب للخديوي أن ينعم بتمثاله في الحي الذي أنشأه .

كوبري قصـــر النيــل

كوبري الجزيرة أو كوبري قصر النيل ، هو أول كوبري يشيد علي نيل القاهرة . فعندما كان العمل جارياً في سراي الجزيرة ، لم يعد من اللائق إبقاء العبور من شاطئ إلي شاطئ علي صف من المراكب المربوطة إلي بعضها ممدود عليها ألواح من الخشب، وبات من الحتمي تشييد كوبري يتناسب مع فخامة الأحياء التي سيربط بينها .([13])

وفي عام 1869 عهد إلي شركة " فيف ليل " الفرنسية لتنفيذ الفكرة . وبلغ طول الجزء الأول من ظهر الكوبري 500 قدم .([14])

وفي 10 فبراير 1872 افتتح الكوبري رسمياً ، وبلغ طوله 406 متر، وعرضه عشرة أمتار ونصف المتر، منها ثلاثة أمتار للإفريزين ، وله فتحتان ملاحيتان ، ويدار الجزء المتحرك منه باليد .

وبالنسبة للتماثيل الأربعة ( تماثيل السباع) والتي صنعت في إيطاليا من البرونز ، فكان ثمنها وتكاليف شحنها إلي الإسكندرية ما يعادل 8425 جنيهاً مصرياً .

ثم تقرر هدم كوبري قصر النيل لإنشاء كوبري آخر محله . وطرح في مناقصة يوم 5 مارس 1930، ورست المقاولة علي شركة " دورمان لونج " الإنجليزية . وهو الكوبري الحالي الذي افتتحه الملك فؤاد في عام 1933 واطلق عليه اسم والده الخديوي اسماعيل اعترافاً بفضل المنشئ الاول لكوبري قصر النيل القديم، وأصبح طول الكوبري الجديد 382 مترا و20 سم وعرضه 20 مترا ، وأعيد تركيب الأسود الأربعة علي مدخل الكوبري لكن علي ارتفاع أقل مما كانوا عليه .([15])

وقبل أن نترك قصر النيل لا يفوتنا الإشارة إلي أمر يراه البعض غريباً ولكنه أمر واقعي، وهو فرض رسوم يدفعها كل من يعبر الكوبري القديم الذي أنشأه الخديوي إسماعيل سواء من البشر أو الدواب . وقد نص المرسوم الذي نشرته " الوقائع المصرية " يوم 27 فبراير 1872 بعد 17 يوم من افتتاح الكوبري للمرور، علي تحصيل رسوم عبور من المارة، ونص المرسوم أيضا علي أن هذه الرسوم تخصص للإنفاق علي لوازم الكوبري .([16])

الصفحات