أنت هنا

قراءة كتاب النهضة في الفكر العربي المعاصر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
النهضة في الفكر العربي المعاصر

النهضة في الفكر العربي المعاصر

كتاب " النهضة في الفكر العربي المعاصر  " ، تأليف خالد حسين عبد الله ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 1

المقــــدمة

النهضة هي الإشكالية المركزية في الفكر العربي الحديث والمعاصر، وقد طُرح شعار(النهضة) من جديد بعد هزيمة (1967م)، وبعد أن هيمن شعار(الثورة) في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، كما أن فشل الأنظمة العربية المستمر في تحقيق أهداف النهضة العربية، وما استجد من تحديات العولمة، وما صاحبها من مشروعات تأتي من خارج الوطن العربي مثل : مشروع الشرق الأوسطي الكبير في بداية التسعينيات، إضافة إلى ما يقدمه الاتحاد الأوروبي من اقتراحات وبرامج في إطار التعاون الأورومتوسطي، أو ما يعرف بإعلان (برشلونة) عام (1995م)، وفي سياق ما يسمى مكافحة (الإرهاب) تزايدت الدعوات من الخارج والداخل للتغيير والإصلاح؛ كل العوامل السابقة جعلت من مشروع النهضة دفاعاً عن الوجود والهوية، وليس اختياراً من أجل التقدم والوحدة ومواجهة الطغيان الداخلي والخارجي فحسب.

كان من أسباب اختيار دراسة النهضة في فكر حسن حنفي والجابري : اعتبار مشروعهما من أهم وأشمل المشروعات العربية الفكرية المعاصرة؛ فقد ورثا ونقدا التراث والتيارات العربية الحديثة والمعاصرة لهما، إلى جانب انتمائهما إلى تيارين فكريين مختلفين، فحسن حنفي ينتمي إلى اليسار الإسلامي، والجابري ينتمي إلى التيار القومي العربي الجديد، فهما يمثلان الموقف الفكري لهذين التيارين، إضافة إلى أنهما تبنيا التنظير للثقافة والفكر (تحليل الشعور الجمعي وتأويل المخزون النفسـي، وتحليل البنية العقلية) كمدخل للإصلاح والنهضة.

تهدف هذه الرسالة إلى دراسة (النهضة) في الفكر العربي المعاصر عموماً، وكما تمثلت في فكر أهم مشروعين فكريين معاصرين على وجه الخصوص، وتحاول الإجابة على التساؤلات التالية :

- أين يقع مشروع (النهضة) بعد (1967م)، وما أهم تجلياته في الفكر العربي المعاصر؟

- ما مفهوم (النهضة) في الفكر العربي المعاصر كما تمثل في فكر حسن حنفي والجابري، وفي أي مرحلة من التاريخ نحن؟

- ما أسباب فشل المحاولات النهضوية الحديثة في فكرهما؟

- ما محددات الفكر النهضوي أو الموقف الحضاري في فكرهما؟ (ما موقفنا من التراث العربي الإسلامي، والتراث الغربي، وواقعنا الذي نعانيه؟)، وهو نفس التساؤل عن إشكالية الأصالة والمعاصرة، أو إشكالية التراث والتجديد.

- ثم ما الإستراتيجية التي يضعها الفكر العربي المعاصر المتمثل في فكرهما؛ لتجاوز فشل (النهضة) والمضي نحو النهوض والتجدد الحضاري من جديد؟ وما هي القوى الممكنة لتحقيق هذه (النهضة) ؟ وأثناء الإجابة على هذه التساؤلات سوف نعرض أيضاً، مواقف التيارات العربية الحديثة والمعاصرة من هذه القضايا؛ نظراً لارتباط موقف حسن حنفي والجابري بمواقف التيارات العربية.

الدارسات السابقة :

ازدهرت بعد هزيمة (1967م) مشروعات فكرية محكومة بمحددات الوعي النهضوي، ومشروعات للنهضة انبثقت من الندوات العلمية والمنتديات الفكرية، اشترك في صياغتها مفكرون وأكاديميون عرب من كل التيارات العربية النهضوية كما سيأتي، إلى جانب ما أُفرد من كتابات ودراسات لإشكالات (النهضة) الفرعية : كالديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، والوحدة والتكامل الاقتصادي والتربية والتعليم والتنمية الشاملة ... الخ، في هذه الفترة وقبلها.

تجدر الإشارة إلى : دراسة غالي شكري في عنوانها الأصلي، (النهضة والسقوط في الفكر العربي الحديث : دراسة نقدية مقارنة بين عصري محمد علي وجمال عبد الناصر)([1])، فمع أنها اشتملت على تحليلات فكرية وثقافية للنهضة والسقوط إلا أنها أقصرت على التجربة المصرية ودرست الفترة قبل (1967م).

تـُذكر الدراسة التي قدمها بومدين بوزيد وآخرون في (قضايا التنوير والنهضة في الفكر العربي المعاصر)، تضمنت ثلاثة أقسام، القسم الأول : في فكر التنوير كما تبلور في الفكر الغربي وتداوله في الفكر العربي المعاصر مع نقد لهما، والقسم الثاني : عن الأصالة والمعاصرة، والثالث : عن المستقبل والوسائل الممكنة لتحقيق النهضة وكيفية إسهام المواطن الفرد وتعبئة قدرات الأمة وإمكانياتها، وهي تجميع لمقالات من مجلة (المستقبل العربي) لمفكرين وأكاديميين عرب كتبت ما بين (1989م- 1997م)([2])، فقد دُرست هذه الموضوعات مستفيدة من كتابات سابقة ومعاصرة، مركزة على وحدة تحليل القضايا على أهميتها، ولم تهتم بدراسات المشروعات الفكرية العربية لدى مفكريها ومقارنتها.

إضافةً إلى ذلك، يذكر (المؤتمر الدولي السادس للفلسفة الإسلامية) الذي أقامه قسم الفلسفة في كلية دار العلوم - جامعة القاهرة بعنوان : (الإسلام ومشروعات النهضة الحديثة) في 1 - 2 إبريل 2001م، الذي قـُدمت فيه أوراق عمل ناقشت مشكلة التخلف الحضاري، وأهم معوقات (النهضة)، ومقومات وآليات (النهضة)، وموقف الأزهر من المتغيرات الفكرية، وأثر دار العلوم في (النهضة) المعاصرة، وعن التجديد ومآل المشروع العلماني، ودور الإسلام والاتجاهات الإسلامية في (النهضة)، كما قدمت أوراق من المشتركين في المؤتمر عن مشروعات (النهضة) عند رفاعة الطهطاوي ومحمد إقبال، وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومالك بن نبي، وعباس العقاد والنورسي (تركيا) والكتاني (المغرب)([3]).

الصفحات