كتاب " حدود الجزيرة العربية-قصة الدور البريطاني في رسم الحدود عبر الصحراء " ، تأليف جون . سز ولينكسون ، ترجمة مجدي عبد الكريم ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قراءة كتاب حدود الجزيرة العربية-قصة الدور البريطاني في رسم الحدود عبر الصحراء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

حدود الجزيرة العربية-قصة الدور البريطاني في رسم الحدود عبر الصحراء
ولم تكن تلك المنطقة (موضع البحث) وكل النزاع حول الحدود حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر لم تعرف الحدود ولا الكيانات السياسية وكان الفصل في النزاعات من اختصاص مشايخ وزعماء القبائل، وأحياناً تدخلت حكومة الهند في تلك النزاعات عن طريق المفوض المقيم في الخليج.
وأشهر من لعب الأدوار في عملية تقسيم الحدود هو "برس كوكس" مفوض حكومة الهند البريطانية في الخليج وخاصة في رسم حدود الكويت والسعودية وصاحب الاختراعات الاستعمارية الشهيرة من مناطق التهادن إلي المناطق المحايدة...الخ.
ولكن حينما أطل النفط برأسة في نهاية القرن الماضي والاستباق المحموم لاكتشافه بعد ثبات فاعلية استخدامه كوقود فيالولايات المتحدة الأمريكية عاملاً أضيف للتجارة والسيطرة علي البحار من قبل بريطانيا، ليدخل في شبه الجزيرة والخليج إلي ميدان صراع من نوع جديد.
وبخاصة أن كل القوي الكبرى في ذلك الحن لها مراكز إنتاج رئيسية من البترول. أمريكا لها بترول إندونيسيا، أما بريطانيا فعليها أن تحرس ممتلكاتها في الخليج وخاصة بعد تزايد احتمالات ظهور النفط في المنطقة.
وبرزت مقولة إدوارد جراى وزير الخارجية البريطاني " أن سيادة بريطانيا في الخليج يجب أن تكون مؤكدة وأن تلك السيادة تساوي قوة الأسطول البريطاني وقوة الأسطول تعني قوة بريطانيا".
وكان تشرشل صاحب الحس الإستراتيجي يري أن حكومة صاحبة الجلالة يجب أن تحسب وهي تتطلع إلي المستقبل..قبل أن تتحول ينابيع النفط إلي ينابيع سخط"
وأدار النفط آليات الحرب العالمية الأولي، وبسببه اندلعت الحرب العالمية الثانية وكان لمن يملك السيطرة عليه القدرة علي الحسم في ميادين المعارك، وكانت الولايات المتحدة صاحبة أكبر إنتاج وأكبر احتياطي هي التي تحملت العبء الأكبر في ذلك، وعلي قدر مساهمتها في الحرب من هذا الجانب تحديداً، خرجت بعد الحرب لتطالب بحقوقها، وكان أن أصبحت زعيمة المعسكر الغربي كله.
تلك هي الأجواء والظروف التي نشأت فيها.. قصة الحدود.. وقصة الدور البريطان في الترسيم. أن نقطة البدء في هذه الدراسة .. هي البحث في تطور النزاع حول الحدود في منطقة شبه الجزيرة العربية والتي تضم عدداً من الدول المعروفة والمعترف بها من المجتمع الدولي، ( المملكة العربية السعودية، الكويت، عمان، اليمن، البحرين وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة)وإنطلاقاً مما يعرف في الدراسات التاريخية والسياسية بالخط الأزرق والخط البنفسجي وهما الخطان اللذان تمسكت بهما إنجلترا في تحديد وتعيين الحدود بين مجموعة الدول في شبه الجزيرة العربية وبالأدق الفصل بين حدود اليمن والمملكة العربية السعودية ودول أو إمارات ومشيخات محميات التاج البريطاني.