أنت هنا

قراءة كتاب جملة اعتراضية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جملة اعتراضية

جملة اعتراضية

كتاب " جملة اعتراضية " ، تاليف علاء الأسواني ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8

هكذا هتف الرجل بانزعاج وشرح له الشاب مشروع الصكوك الإسلامية ثم قال:

ـ مشروع الصكوك الإسلامية رفضه مجمع البحوث الإسلامية وأكد أنه مخالف للشريعة، ومع ذلك «الإخوان» مصممون على تنفيذ المشروع بالرغم من مخالفته الشريعة. يبقى «الإخوان» يهمهم تطبيق شرع الله؟

ـ أعوذ بالله. بصراحة أشكرك لأنك شرحت لي الوضع. فعلاً المفروض تحاولوا بكل طريقة توقفوا المشروع ده لأنه خطير. إزاي نبيع بلدنا ياناس؟

ـ الصكوك الإسلامية واحدة من كوارث كتيرة عملها حكم «الإخوان» في ستة أشهر... «الإخوان» اعتدوا على حقوق المصريين وفرضوا عليهم دستور المرشد بالعافية عن طريق استفتاء مزور. بعد عامين من الثورة، لسه المصريين بيموتوا في القطارات، والعمارات بتقع عليهم لأنها بدون ترخيص، لسه بيتحاكموا عسكرياً وبيتعذبوا في الأقسام.. لسه المصري في الخارج مالوش قيمة ولا كرامة.. نجلا وفا، وأحمد الجيزاوي وغيرهم كثير اتحبسوا واتجلدوا ظلم في السعودية. مرسي قلب الدنيا عشان 11 إخواني اعتقلوا في الإمارات بينما المعتقلون المصريون في كل دول الخليج ولا بيسأل عنهم مرسي ولا بيعمل لهم حاجة.

ـ لماذا لا تغيرون حكم «الإخوان» عن طريق الانتخابات؟

ـ أي انتخابات ديموقراطية في العالم لها شروط من أهمها الشفافية وتكافؤ الفرص.. أين هي الشفافية و«الإخوان» والسلفيون ينفقون الملايين أثناء الانتخابات من أموال مجهولة المصدر، وهم يرفضون خضوع ميزانيتهم لإشراف الدولة. إذا لم نعرف من أين ينفق «الإخوان» والسلفيون فلا شرعية لأي انتخابات ثم أي انتخابات هذه التي تجري وفقاً لقانون يضعه مجلس الشورى الباطل بناء على تعليمات مكتب الإرشاد؟

ـ يعني أنت رأيك نقاطع الانتخابات؟

ـ لقد أعلنا عن شروط لنزاهة الانتخابات لو لم تتحقق سنقاطعها.

ـ كلامك مقنع لكن تفتكر إن التظاهرات ممكن تجيب نتيجة؟

ـ التظاهرات دي هي اللي خلعت مبارك وحاكمته ووضعته في السجن.

ـ يعني إنتم عاوزين تخلعوا مرسي؟

ـ إحنا عاوزين حقنا. حقنا نعمل دستور يعبر عن المصريين كلهم. حقنا إننا نتعامل بكرامة واحترام. حقنا إن يكون فيه عدل وحرية. حنستمر في الثورة لغاية لما نحقق أهدافها. لازم مرسي يحترم الشعب المصري ويلغي الدستور المشوه ويعطي المصريين حقهم في كتابة دستورهم. أما إذا رفض مرسي ذلك فلا بد أن يرحل.

سكت الرجل المسن وتأمل الشاب لحظة ثم قال بود:

ـ إنت عندك كم سنة؟

ـ عندي 28 سنة وخريج هندسة القاهرة قسم مدني دفعة 2007.

ـ طيب يابني إنت شاغل نفسك في التظاهرات والاحتجاجات وبتعرض نفسك للخطر. ممكن تنضرب أو تموت، لا قدّر الله، أو على الأقل يعتقلوك ويعذبوك.. ما فكرتش إنك تسيبك من وجع القلب ده وتشوف لك عقد عمل في الخليج. تروح هناك تكسب وتكوّن نفسك وترجع بعد كم سنة تعيش ملك؟

ابتسم الشاب بحزن ثم نظر بعيداً كأنما يبحث عن كلمات مناسبة وقال:

ـ بص ياحاج أنا اشتركت في الثورة من أول يوم وشفت الشباب بيموت جنبي. أنا شلت على كتفي ده شهداء وشفت ناس كثير فقدوا عيونهم من الخرطوش.. كان القناصة بيضربونا بالرصاص. دائرة «الليزر» كانت بتلف علينا وكل مرة تقف تنطلق رصاصة في دماغ واحد منا ويقع وسطنا. أنا كان ممكن أموت في أي لحظة، لكن ربنا أراد للشهداء إنهم يموتوا، وسابني عايش لأجل أقوم بالمهمة اللي استشهدوا من أجلها .الشهداء ماتوا وهم بيحلموا بالعدل والحرية والكرامة وأنا حاستمر في الثورة لغاية لما حقق حلمهم.

ساد الصمت لحظة ثم قال الرجل المسن:

ـ بصراحة إنت وزملاؤك شباب شجعان وعندكم حق تتظاهروا.

ـ إذا كنت مقتنع بكلامنا يبقى تنزل معنا يوم الجمعة.

ـ أنا عمري ما مشيت في تظاهرة.

ضحك الشاب وقال:

ـ ولا يهمك. إنزل معي التظاهرة وأنا حاخلي بالي منك.

ضحك الرجل والشاب وراحا يتفقان على موعد ومكان اللقاء في تظاهرات الجمعة.

الديموقراطية هي الحل.

22/1/2013

الصفحات