كتاب " أساليب البحث العلمي " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب أساليب البحث العلمي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
هذا الكتاب
بقلم دولة الدكتور فايز الطراونة
رئيس الوزراء الأردني الأسبق
إن التحدي الرئيسي الذي يواجه الشعوب ومنظمات الإعمال اليوم هو مدى قدرتها على مواجهة ثورة المعلومات والمعرفة خاصة وأنها أصبحت لا تقل أهمية عن عناصر الإنتاج الأخرى ، ويقصد بالمعلومات الأرقام والحقائق التي تساعد الإدارة على تصور ما يحيط بها من مواقف، وتفسير ما يحدث من مظاهر وأحداث وصولاً إلى التنبؤ الدقيق لما يمكن أن يقع في المستقبل.وكما تقيم الإدارة الناجحة الموارد البشرية والتكنولوجية والمالية فإنه تقيم وتهتم بمورد المعلومات، حيث تعتمد جميع وظائف الإدارة على المعلومات، وعلى الاستخدام الفعال لها، فمثلاً تتطلب وظيفة التخطيط معلومات عن البيئة وعن قدرات الشركة، وتعتمد القيادة على المعلومات منذ إعطاء العاملين ردود الفعل حتى تحقيق الأهداف الإستراتيجية، كما يرتبط الهيكل التنظيمي بشكل وثيق بالمعلومات ولذا قد نجد أن أهم المشاكل في تصميم التنظيم هو عدم التدفق السليم للمعلومات، كما لا يمكن للإدارة أن تحقق الرقابة الفعالة بدون معلومات دقيقة وفي توقيت سليم عن أداء الشركة، كما نجد أن المعلومات عن الاقتصاد والعملاء وإشباعا تهم، وقوة العمل والتكنولوجيا الجديدة جميعاً معلومات حيوية لنجاح واستمرارية الشركة.
لقد أصبح نظام المعلومات اليوم محل اهتمام وتركيز من قبل الإدارة العليا بهدف تحقيق التكامل والانسجام بين تكنولوجيا المعلومات ونظم المعلوماتية والإدارة والتنظيم للوصول إلى ميزة تنافسية، فقد أصبح المديرون يتخذون قراراتهم التكنولوجية بأنفسهم ولم تعد للمهندسين الفنيين، ونتيجة لذلك ظهرت أنواع عديدة من نظام المعلومات المستخدمة في إدارة الأعمال ومنها نظام المعلومات الإدارية. يحتاج مدير التسويق إلى القيام بالبحوث الإدارية عندما تواجهه مشكلة معينة تتطلب اتخاذ قرار تسويقي معين، مما يتطلب ضرورة توفر معلومات شاملة ومتجددة باستمرار عن متغيرات البيئة التي يعمل فيها في الأسواق مما دفع الشركات إلى إنشاء نظام للمعلومات الإدارية يوفر لها المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات الإدارية الفعالة.
لقد ذكر أحد مديري التسويق أن «إدارة عمل بشكل جيد يعني إدارة المستقبل وحتى تدير المستقبل بشكل جيد يجب أن تكون قادراً على إدارة المعلومات»، فلا ينظر المد يرو إلى المعلومات فقط كمدخلات تساعدهم في صنع قرار أداري أفضل بل وباعتبارها استراتيجيات هامة وأدوات أدارية، لن تأتي إستراتيجية العمل من فراغ ولكن تتطلب العديد من العمليات الإدارية التي تعتمد على نظام دقيق لتجميع المعلومات الإدارية وعلى البحوث العلمية وهنا يجب أن يبدأ الباحثان بتحديد الأسئلة التي يتحتم عليه الإجابة عليها، والمشاكل التي يجب أن يدرسها حتى لا تضيع بعض الفرص الإدارية التي كان في الإمكان الإستفاده منها.
ولا يسعني إلا الإشادة بالجهد الصادق الدءوب الذي بذله الأستاذ الدكتور محمود الوادي والدكتور علي الزعبي مؤلـفان هذا الكتاب القيم الموسوم بعنوان أساليب البحث العلمي (منظور منهجي - تطبيقي) والذي كــان ثمرة سنوات عديدة مــن التعلم والبحث لإخراجه بصورته الحالية. حيث يعتبر هذا الكتاب مرجعاً أكاديمياً هاماً وعملاً جاداً ومن المؤلفات المتخصصة ذا قيمة علمية كبيرة ، تناول فيه مؤلفيه موضوع الأساليب العلمية في البحوث في إطار شامل ومتكامل يوفر لكل من الباحثين والدارسين وأصحاب الاختصاص والعاملين في الجامعات والكليات والشركات ومنظمات الأعمال كثيراً من المفاهيم والأصول العلمية والتي من الممكن أن تسهم مساهمة فعّالة في سد حاجات وتطوير القطاعات المختلفة في الدول العربية ومنها المملكة الأردنية الهاشمية. وهو بذلك يسد فجوة واسعة في الفكر الإداري الحديث ويثري المكتبة العربية ببعد جديد من أبعاد وأسس وأصول البحث العلمي المعاصر مـــع أحــدث التطورات والتطبيقات في عصر يتسم بالتغيرات المتسارعة التي من الصعب التكهن بها .
أخيراً أسجل شكــري وتقديــري لما قدمه المؤلفان من مفاهيم عميقة حديثــه فيمـا يتعلق بالبحوث العلمية وأساليبها وكيفية إعدادها وتصميمها وإخراجها في ظل ظروف المنافسة الشديدة التـــي تتسم بها الأسواق محلية كانت أم عالمية . وأتمنى للمؤلفان دوام التقدم والعطاء لخدمة العلم ووطننا الكبير بأهله المملكة الأردنية الهاشمية...................