قراءة كتاب افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال

افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال

كتاب " افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال " ، تأليف محمد محمود عبد الله ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4

طرائق التدريس

إن مصطلح طريقة التدريس في المؤسسات التربوية، وفي ميادين التربية والتعليم يستخدم بشكل واسع، لكنه في الوقت نفسه قد لا يشير إلى معنى محدد في ذهن من يستخدمه. فالمعنى عادة يقترن بخبرة الشخص الذي يستخدم هذا المصطلح، والموقف الذي هو فيه، والمهمة التي يقصدها.

إن الطريقة بمعناها الضيق تكون عبارة عن خطوات محددة يتبعها المعلم لتحفيظ المتعلمين أكبر قدر ممكن من المادة العلمية الدراسية. وهنا تكون الطريقة وسيلة لوضع الخطط وتنفيذها في مواقف الحياة الطبيعية، بحيث يكون الصف الدراسي جزءا من الحياة ويجري في سياقها. وينمو الطالب فيه بتوجيه من المعلم وإرشاده. وهكذا فإن الطريقة: ترتيب الظروف الخارجية للتعلم وتنظيمها، واستخدام الأساليب التعليمية لتمكينهم من التعلم.

وقيل عن الطريقة أيضا بأنها الأسلوب المتسلسل المنظم الذي يمارسه المتعلم لأداء عملية التعليم. ولتحقيق الغرض المطلوب منها في إيصال المادة أو المعلومات إلى المتعلم. ويمكن أن تعمني أيضا الكيفيات التي تحقق التأثير في المتعلم، بحيث تؤدي إلى التعلم والنمو.

إن طريقة التدريس بعد ذلك هي عملية يؤديها المعلم بهدف تغيير سلوك المتعلم وتكيفه ومساعدته على التكامل. وهي تعني أيضا اعتماد إستراتيجية معينة باتخاذ موقف تعليمي معين ضمن مادة دراسية معنية.

إن طريقة التدريس هي الأداة أو الوسيلة الناقلة للعلم والمعرفة والمهارة، وهي كلما كانت ملائمة للموقف التعليمي، ومنسجمة مع عمر المتعلم وذكائه وقابلياته وميوله كانت الأهداف التعليمية المتحققة بها أوسع عمقا وأكثر فائدة. إن نجاح التعليم يرتبط إلى حد كبير بنجاح الطريقة، وتستطيع الطريقة الجيدة أن تعالج الكثير من ضعف المنهج، وضعف المتعلم، وصعوبة الكتاب المدرسي، وإذا كان المدرسون يتفاوتون بمادتهم وشخصياتهم فإن هذا التفاوت من حيث الطريقة يكون أبعد أثرا. ومن هنا يتبين أن أركان عملية التدريس تشكل حلقة لا يمكن أن تكتمل إلا بتضامن هذا الأركان واكتمالها. فهناك معلم ناجح يؤدي طريقة تدريس ناجحة في عملية تدريس ناجحة ومفيدة لتعليم مادة دراسية.

وتجدر الإشارة إلى أن طريقة التدريس تتأثر بمجموعة من العوامل التي تؤدي بالمتعلم إما إلى النجاح، وإما إلى الفشل. ومن هذه العوامل: تدريب المعلم, ونصاب دروسه الأسبوعي، ودافعيته نحو مهنته، وشخصيته. ويؤثر في سير التدريس أيضا ميل الطالب إلى التعلم، إذ كلما كان الطلاب متشوقين للتعلم سهل ذلك على المعلم القيام بواجبه خير قيام.

لقد ظهرت في ميدان التعلم طرائق كثيرة منها:

1) الطريقة الحسية، وهي من اسمها تقوم على المحسوسات وتصلح للمرحلة الابتدائية الأولى.

2) وطريقة النشاط التي يظهر فيها نشاط المعلم والمتعلم.

3) والطريقة الوظيفية(المشروع) وتقوم على مشروع يختاره الطالب بحسب ميوله وحاجاته.

4) والطريقة الإلقائية التي يلقي فيها المعلم مادته على الطلاب والطريقة الاستقرائية القائمة على النمط العقلي، وترتب فيها المعلم مادته على الطلاب وسميت بالخطوات الخمس وهي (التمهيد، والعرض، والربط والموازنة، والقاعدة، والتطبيق).

5) والطريقة القياسية(الاستدلالية) القائمة على منطق أرسطو، وهي عكس الطريقة الاستقرائية، إذ إنها تبدأ بالقوانين والتعميمات، ثم تحليل هذه القوانين أو القواعد للوصول إلى أجزاء الموضوع.

6) والطريقة التوليفية القائمة على التوليف بين الطريقتين الاستقرائية والقياسية.

7) والطريقة الحوارية(الجدلية) المستندة إلى فلسفة سقراط الذي كان يولد المعرفة بالحوار والنقاش بينه وبين طلابه.

إن على المعلم بعد ذلك كله أن يعرف أن لكل طريقة من هذه الطرائق محاسنها ومآخذها, وأنه لا توجد طريقة مثالية تماما، وأنه لا توجد طريقة تدريس واحدة تناسب الأهداف المراد تحقيقها جميعا. ويجب على المعلم أيضا أن يعرف أن أهم شيء في عملية التدريس هو التركيز على الطالب.

وعلى المعلم أخيرا أن يعرف أنه حر في استخدام الطرائق والأساليب التي تناسب طلابه، مثلما تناسب مادته وموضوعه، والموقف التعليمي.

الصفحات