كتاب " الإدارة الالكترونية " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب الإدارة الالكترونية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
المقدمة
عندما ينتظم عقد مجموعة من الأفراد من أجل تحقيق هدف معين، يصبح من الضروري عندئذ أن تكون هناك إدارة تعمل على تهيئة الظروف، وتنظيم الجهود، من أجل الوصول إلي الأهداف المطلوبة.
ووظيفة الإدارة وظيفة ضرورية لتحقيق الأهداف، وهي لا تخص شخصاً واحداً في التنظيم، بل تمتد لتشمل جميع المستويات الإدارية، وأنها إذا ما نجحت في إيجاد التنسيق بين الوظائف، وتهيئة الأجواء المناسبة للعمل، ضمنت بالتالي تحقيق الأهداف ، فالإدارة إذن معيار للنجاح أو الفشل.
والإدارة لا تعمل من أجل تحقيق الأهداف في أجواء وهمية، بل تعمل في ظروف داخل التنظيم، وكذلك ظروف خارجية في البيئة المحيطة، وهي في سعيها لتحقيق الأهداف المطلوبة تستقطب مصادر العمل من موارد مادية وبشرية، وقدرتها على تحقيق الأهداف يخضع لمعيارين هما:
الأول: كفاءة الإدارة وقدرتها على التكيف مع الظروف الداخلية والخارجية.
الثاني : القدرة على تطبيق المبادئ والأساليب الإدارية في ظل المتغيرات الداخلية والخارجية.
ويمكن القول أن جودة الإدارة وكفاءتها خاصية هامة من الخصائص التي تميز المجتمعات المتقدمة على النامية، وذلك لقدرتها على استغلال وتوجيه الإمكانات والموارد المادية والبشرية لتحقيق الأهداف المنشودة، ولذلك زادت أهمية الإدارة في المجتمعات الحديثة، وازدادت هذه الأهمية بزيادة النشاط البشري واتساعه وتوجيهه نحو التخصص والتنوع والتفرع
كما أحدثت التطورات التكنولوجية_ وما زالت تحدث _ تغيرات كثيرة في تشكيل الإدارة وأنماطها، وأصبح على القائمين بالأعمال الإدارية أن يواجهوا تحديات التنظيمات البشرية والعلاقات الإنسانية وتعقيداتها، كما أصبح أهم ما يميز الإدارة هو استخدامها وتطبيقها لأدوات وأساليب ونتائج الكثير من البحوث والدراسات في ميادين المعرفة
والجدير بالذكر أن الإدارة بصفة عامة بمعناها العلمي ظهرت في مطلع القرن العشرين، وبالتحديد في عام (1911م) في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان ذلك بظهور كتاب " مبادئ الإدارة العلمية " الذي ألفه العالم (فريدريك تيلور) (Frederick Taylor) _الذي لقب بأبي الإدارةالعلمية _ وأصبح تيلور بهذا رائدا للمدرسة العلمية في الإدارة Scientific School of Management
وبآراء تيلور أصبحت الإدارة العلمية حركة عالمية خاصة بعد أن عقد أول مؤتمر دولي للإدارة العلمية في (براغ) عام 1924م ، وبعد أن لعب علم الإدارة دوراً حاسماً في الحرب العالمية الثانية، حيث أكد على انه –أي علم الإدارة _ السبيل لضمان استغلال الإمكانات المتاحة الماديةوالبشرية استغلالاً يكفل الحصول على النصر بأقل جهد وكلفة
ومن المؤسسات الصناعية والتجارية والعسكرية انتقل علم الإدارة إلي مجال التربية والتعليم، فظهر نتيجة لذلك نظريات تتصل بالإدارة التربوية؛ ولذا يعتبر ميدان الإدارة التربوية والتعليمية من الميادين الأحدث في مجال الإدارة، وإن كانت الممارسات الفعلية لها قديمة قدم الحضارة البشرية ذاتها، واعتمد علم الإدارة التربوية في تطوره على مفاهيم الإدارة في الصناعة والتجارة والمجال العسكري وإدارة الأعمال في النصف الأول من القرن العشرين.
المؤلف