أنت هنا

قراءة كتاب السلام أولآ تحديث مسارات السلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السلام أولآ تحديث مسارات السلام

السلام أولآ تحديث مسارات السلام

كتاب " السلام أولآ تحديث مسارات السلام " ، تأليف أوري سفير ، ترجمة بدر عقيلي ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجليل
الصفحة رقم: 10

إنني اعتقد أن عجز صانعي السلام عن مجاراة التقدم يرتبط بصورة أساسية إلى الطابع التقليدي لإحلال السلام. فبدلاً من أن تعكف عملية إحلال السلام على تمهيد الأرضية توطئة للسلام المستقبلي فقد عملت على فتح عقد تاريخية في قضايا عسكرية وقضايا أمنية، ونشر القوات والمكتسبات المادية مثل الأرض والموارد الطبيعية، تماماً على غرار ما كان عليه الوضع في عهد الكولونيالية.

إن الكثير من العاملين على إحلال السلام هم عسكريون في الاحتياط، والذين لا زالوا يعتقدون أن القوة هي الحل العملي، لذا وبدلاً من أن يجري العمل على خلق أرضية صلبة لبذر بذور السلام بصورة تجعل تلك البذور تنمو وتترعرع وتصب في صالح المجتمعات المختلفة وتدعمها، فإن السلام لا زال يعتبر مرحلة هدنة بين الحروب.

ولا زالت التقديرات الأمنية الإستراتيجية تحافظ على مكانتها كعامل مركزي في عملية الانتقال من العنف إلى اللاعنف.

بيد أن السلام ليس استمرارية للحرب، وإذا لم نعمل على تغيير الوسائل الخاصة بإحراز الأهداف التقليدية، فلا شك أن السلام لن يكون الثورة التي نسعى لتحقيقها.

وعلى ضوء حقيقة أن التوجهات المحافظة القائمة حالياً على صعيد إحلال السلام تقوم على نماذج أمنية فليس من المستهجن أن الغالبية العظمى من سبعين اتفاقية سلام جزئية أو كاملة والتي تم توقيعها خلال العقدين الماضيين، ثارت علامات استفهام حول إمكانية إحلال سلام دائم مما أدى إلى زوال قسم منها.

لقد منحت اثنتا عشرة جائزة نوبل للسلام لأشخاص في الشرق الأوسط، وجنوب أفريقيا وايرلندا الشمالية، ورغم ذلك، لم تتمتع أي من تلك المناطق بالسلام وثماره.

وتحدد الإدارة الأميركية في أيامنا هذه الإصلاحات السياسية والديمقراطية كشرطين للسلام. ولا شك ان أهمية الديمقراطية هي مسألة بديهية، وهي عامل هام، بيد أنه ليس كافياً لضمان السلام على المدى البعيد او القصير.

حقاً أن الدول الديمقراطية لا تحارب إحداهن الأخرى تقريباً، لكن الحقيقة هي أيضاً ان الدول الديمقراطية شنت حروباً قسماً منها كان قصريا، والقسم الآخر لم يكن كذلك. أضف إلى ذلك، أن القوى المؤيدة للسلام قد تمنى بالفشل في المجتمعات الديمقراطية، ومن المحتمل أن تصل أنظمة أصولية ومتطرفة إلى السلطة في الانتخابات الحرة، في حالات الإحباط الاجتماعي والاقتصادي، وهذا ما حدث خلال الانتخابات الأخيرة في السلطة الفلسطينية.

إن تعاظم الإرهاب وانتشار وسائل الدمار غير التقليدية أدى إلى إضعاف عامل الردع، وإلى اختلال ميزان القوى التقليدي.

الصفحات