وفي الحالتين ، كان معتقلاً مشهوداً له بالصلابة والصمود لأكثر من عشر سنوات في أكثر من بلد وفي أكثر من سجن ، ولم ينحنِ ولم يضعف ، بل زادته السجون والمعتقلات قوة وإيماناً بأردنيته وفلسطينيته معاً ، ولم تسبب له هذه الازدواجية بأي إنقسام ذاتي أو تناقض نفسي ، بقدر ما وفرت له الاعتزاز بوطنيته الأردنية وأحلامه الفلسطينية .

في هذا الكتاب تطورات المشهد السياسي الأردني 2005 – 2007 ، يضيف إلى سلسلة الإصدارات التي نشرها وأغلبها عن القضية الفلسطينية ، وكتاب واحد عن حركة الإخوان المسلمين في الأردن ، وكتب أخرى عن الأوضاع العربية ، يضيف في هذا الكتاب الذي يعتبر بمثابة قراءة للمشهد الأردني في تلك المرحلة ، وهو عبر مقالاته المنشورة في صحيفة الرأي حيث كان يعمل ، يؤرخ لتلك المرحلة ، عبر سلسلة المقالات التي جمعها تحت عنوان الكتاب .

حماده فراعنه كعادته ، يجمع بين دفتي الكتاب الموضوع الأردني وتداخلاته بالشأن الفلسطيني ، وهو يرى أن ثمة طرفين في المعادلة الأردنية ، الدولة من طرف وحركة الأخوان المسلمين من طرف أخر ، ولذلك يرصد لهما المواقف والسياسات والتأثير المتبادل بينهما . وما بين الثنائية السياسية الأردنية ، الحكومات المتعاقبة وحركة الأخوان المسلمين ، تسعى القوى السياسية الأخرى من قومية ويسارية ووسطية ، فلا تجد لها مكاناً ، حيث يتلاشى دورها وسط ضجيج التحولات المتسارعة.

كتاب حماده فراعنه يستحق المطالعة ، لأن ما يقدمه للقارئ ، يشغل البال ويستحق التدقيق والتأمل ، إضافة إلى حسه العالي بالمسؤولية ، حيث يحاول تقديم إجابات أو رسم خرائط طريق للمعيقات أو المعضلات أو المشاكل السياسية التي تواجه الأردنيين والفلسطينيين على السواء .

أيار 2010

سالم النحاس :

كاتب وأديب وسياسي أردني ، شغل موقع الأمين الأول لحزب الشعب الديمقراطي الأردني .