أنت هنا

قراءة كتاب فنيات التجريب القصصي وإيقاعات السرد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فنيات التجريب القصصي وإيقاعات السرد

فنيات التجريب القصصي وإيقاعات السرد

كتاب " فنيات التجريب القصصي وإيقاعات السرد " ، تأليف مصطفى الصوفي ، يتحدث الكتاب عن دراسات أدبية في القصة القصيرة ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مصطفى الصوفي
الصفحة رقم: 2

رؤية فنية للهم الاجتماعي والنفسي صرخة فوق جدار الزمن.....

* علي الصيرفي

هناك تيارات كثيرة للقص، وطرق متعددة يتبعها الأدباء، عندما يقومون بهذا الفعل المعرفي المتعدد الوجوه على أنه نحن لا نعتقد أن هناك طريقة واحدة أيا كانت لوصف هذه المتباينات التي يمارسها الأدباء، ولكن من الممكن القول بأن القص يبني عالماً ثانياً أثناء الكتابة، ويكسر رتابة الحياة اليومية، ويفكر الكتاب بكل هذا وهو بعيد عن مواقف الاستغلال التي تتمركز على ساحات الحياة، وبالطبع نقول أن القص يضيف هذه العوالم إلى عالم كل يوم، وهذا يعني أن الزمان والمكان و لا ينفصلام عن ذلك مطلقاً،

والقاص مصطفى الصوفي في مجموعته القصصية صرخة فوق جدار الزمن، يقدم تجربة ذات أبعاد كثيرة، وهذه الأبعاد تفتح أمامنا طرقاً متباينة لا بد أن نتعرف من خلالها بوضوح الدافع الكتابي عند الأديب، فهو لديه الرغبة الأساسية لأن يستعمل هذه الأفعال المعرفية التي تجدد بوضوح عملية التفكير عند القاص من خلال لغة يستعملها الفعل الكتابي المرتبط بالقص اختلافاً تاما عن الكتابة العادية،

فالقص هو دائماً حديث لشيء محدد داخل العالم، وهذا ما نريد أن نتفاعل معه ضمن كتابات الأديب مصطفى الصوفي. حيث قدم نموذجا للقص تتداخل فيه الرؤية الشفافة للكثير من السحابات الكثيفة للغيوم القهرية المتجمعة في سماء مجتمعه جالبة معها الهم الفكري والنفسي والاجتماعي والسياسي..

وتلك مسائل تنجم عن سوء العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، فالهم والقلق يبدوان بشكل يتأرجح بين ثقل الشاقول وتسطح الأفق مختلطاً بهلوسة الواقع المر الذي تفرضه بؤر قميئة تتطلب بالكثير من الجرعات السمية القاتلة...

إنها الحركة الجدلية لصراع الحياة، حيث يدخل الأديب في كل هذه الانزياحات محاولاً رسم الصورة التي أزاحها بطريقته الفنية، فهو تشكيلي يعمل من خلال أدوات أدبية تحمل العمق الفكري والتوازن النفسي للعمل الكتابي.

فالأديب فنلن يكتب بروح تجعل الفكر يجنح بشفافية إلى عمق الذات البشرية مبتعداً عن تعقيدات الدخول والخروج الحدثي، فهو متقن للصورة التي يحركها معتمداً على سلامة الكلمة وانتقاء المواصلات الجيدة /النقل / بعد كثير من النظرات المتبادلة والإشارات البعيدة والتلميحات الغير مباشرة.

" ولكن ما هو مصيرها.؟ وكيف لي أن أعرف دون سؤال ؟ ربما سأموت و أدفن معي قصتها..! كانت مديحة تكبرني بعدة سنوات ويبدو أنها قطعت سن الزواج المرغوب وبدأت تخشى أن يفوتها القطار وأخذت كسمك القرش الجائع تفتش عن صيد يشبع رغباتها المضطربة، وكشاب مراهق صغير لفتت نظري أثارتني، انجرفت وراء رغباتها بحذر شديد " ص7 صرخة فوق جدار الزمن..

إن الدخول في صراعات الوجدان البشري يحمل الفعل المعرفي الكثير من المفاهيم الحادة التي إذا اندفعت من مخابئها تؤدي إلى تجريح الأشياء التي تمر بها، والكاتب يدرك أهمية الدخول ومخاطره في مثل هذه المقعرات الاجتماعية. حيث الجنس والخطر والموت.

وقضايا التعقيم تدخل في هذا الجانب بشدتها وقوتها، وقدرة المجتمع على طمس وإغفال الجوانب التي تمسه في أخلاقياته المبطنة بالكثير من المتراكمات المبهمة، وقد دخل الكاتب في عمق هذه المشكلات الصعبة، حيث الحرمان والكبب عناوين لأمور لا مكان لمناقشتها في هذا المفهوم الجمعي لقيم استمرت في موضعها قروناً وسنين ..

الصفحات