أنت هنا

قراءة كتاب أحاديث الثلاثاء - كتابات لمثقفين عراقيين -الجزءالثاني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أحاديث الثلاثاء - كتابات لمثقفين عراقيين -الجزءالثاني

أحاديث الثلاثاء - كتابات لمثقفين عراقيين -الجزءالثاني

كتاب " أحاديث الثلاثاء - كتابات لمثقفين عراقيين - الجزءالثاني " ، تأليف عطا عبد الوهاب ، والذي صدر عن دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

المقدمة

هذا هو الجزء الثاني من ندوة الثلاثاء الأسبوعية في دار عطا عبدالوهاب بعمان والمستمرة حتى الآن

ففي الفترة من 18/1/2011 حتى 21/6/2011 بلغ عدد هذه الجلسات الثقافية ثلاثة وعشرين جلسة بضمنها أربع جلسات مفتوحة يتحدث فيها الأعضاء عما أثير في جلسات سابقة·

وفيما يلي بعض الدراسات التي قدمت في الندوة فنوقشت من قبل الحاضرين وهي بقلم:

حديث عن:

السينما·· في العراق··

من: دار الشفاء، تموز 1906

إلى: فيلم غير صالح للعرض عام 2005

يوسف العاني

31/5/2011

يعتبر التأريخ الرسمي المتداول·· والذي أجمع عليه المعنيون بتأريخ السينما هو 28 كانون الأول 1895·· فقد قام (الأخوان لومير) في هذا اليوم بتقديم أول العروض للأفلام المتحركة التي أنتجاها·· في صالة وبحضور جمهورٍ واسع بباريس·· وكان (الأخوان لومير) قد ابتكرا قبل ذلك جهازاً سمياه: بـ (السينما توغراف) وسجلاه لدى الدوائر الرسمية المعنية·· ومن خصائص هذا الجهاز أنه يستعمل في عمليات ثلاث: هي التصوير والطبع ثم العرض·

وفي مطلع العام التالي (1896) عُرضت أول أفلام السينما توغراف في مدينة الإسكندرية بمصر، وهناك من يذكر أن أول عرض للصور المتحركة في مدينة القاهرة تم في يوم 28 تشرين الثاني من عام 1896··

وفي عام 1912 عُرضت بعض الأفلام التي صورت في مصر، وفي عام 1918 نجحت المحاولات لإنتاج أفلام بطول ثلاثين إلى أربعين دقيقة··

وفي عام 1927 قامت الممثلة عزيزة أمير بتأسيس أول شركة سينمائية لتنتج أول فيلم روائي عربي وهو ليلى بإخراج تم في مرحلتين قام به وداد عرفي وإستيفان روستي· ثم بدأ الإنتاج السينمائي يضاعف جهودهُ لتكون في مصر بعد ذلك صناعةً سينمائيةً واسعة وهامة في سياق السينما العالمية·

أما في العراق·· فقد نشرت الصحف إعلاناً عن عرض أول فيلم سينمائي ليلة الأحد 26 تموز 1909 في دار الشفاء الواقع في الجانب الغربي -الكرخ- من بغداد·· دون أن يعرف أحد من الذي جاء بهذه الأفلام أو الألعاب كما وُصفت آنذاك من قبل الذين شاهدوها·

ويبدو أن هذا الفن الوافد قد راق لبعض تجار ذلك الزمان فقرروا اختيار مكان عام يرتاده الأهالي وسط بستان بموجب تذاكر·· وقد وُفق هؤلاء إلى تشييد أول دار للعرض في عام (1911) وسط ذلك البستان الملاصق للعبخانة وتقع هذه المنطقة في منتصف شارع الرشيد ببغداد وجاء في صدى بابل الجريدة البغدادية الصادرة في أيلول عام 1911:

يبتدئ أول تمثيل في السينما توغراف في يوم الثلاثاء منذ الساعة الواحدة والنصف في البستان الملاصق للعبخانة وهذا التمثيل الأولي يكون بالأشكال اللطيفة التهذيبية المبهجة الآتية:

1- صيد الفهد

2- الرجل الصناعي

3- بحر هائج

4- التفتيش على اللؤلؤة السوداء

5- سباق مناطيد - (بالونات)

6- طيور مفترسة في أوكارها

7- خطوط حية (متحركة)

8- تشييع جنازة ادوارد السابع -ملك إنكلترا- وهو مشهد نفيس!

كان هذا أول إعلان ينشر في الصحافة العراقية عن عروض سينمائية تقدم في دار للعرض وبموجب تذاكر وفيه إشارةً لعناوين الأفلام المعروضة··

ويضيف الإعلان أيضاً:

وفي كل جمعة مساءً -يتغيرُ -بروغرام - هذه المشاهد بغيرها·· ويحدد الإعلان رسم الدخول في الصفوف الأخيرة بـ (8 غروش صاغ) (وهي الأماكن الأجمل) كما تقول الجريدة، أما الصفوف الأمامية فرسم الدخول إليها هو: (4 غروش)·

وتصف الصحف حفل العرض الأول الذي جرى يوم الثلاثاء الخامس من أيلول 1911:

- كان ذاك المكان الفسيح مضاءً بمصابيح من نور الكهرباء، بين أبيض اللون وأحمره وأصفره وأزرقه على الجدران، وفي رؤوس الأشجار، ومزداناً بالذوات الشرفاء والأنام الضخام من بعض موظفي الحكومة ووجهاء المدينة ما ينيف على مائتي شخص·· والموسيقى العسكرية تعزف بألذ الألحان والعودِ والسينكمان يترنمان بأطيب الأنغام·· إلخ···

لقد كان لهذا الحدث غير الاعتيادي أصداءً واسعةً في الأوساط الاجتماعية والثقافية وظهرت عنه مقالات وتعليقات وكلها تحث القومَ على الحضور إلى ذلك المحل ليجدوا فيه ما يلذ لهم ويطيب معاً·· ولا سيما -كما تقول الصحيفة- إذ يرون الفرق بين هذه المشاهد اللطيفة الأدبية وبين المشاهد الألعابية والرقص والخلاعة والقهاوي!

إن ذلك المكان -البستان- الذي عُرضت فيه تلك الأفلام القصيرة الثمانية هو نفسه سمي بعد ذلك بـ سينما بلوكي نسبة إلى تاجر مستورد للمكائن، كان معروفاً في العراق، وبذلك تكون سينما بلوكي هي أول دار عرض تفتتح في بغداد عام 1191·

وتكاثرت هذه العروض خلال سنوات الحرب العالمية الأولى وتعددت دور العرض مثل سينما عيسائي التي أدارها التاجر المعروف بالاسم نفسه·· وسينما أولمبيا وسنترال سينما والسينما العراقي·· والسينما الوطني··

ومع تكاثر العروض·· وإقبال الناس عليها ظهرت هناك روح المنافسة في كسب المشاهدين وتنوع وسائلها فسينما الوطني مثلاً·· تعلن عام 1927 عن عرض أربعة أفلام في وقت واحد·· بينهما كان هذان الفيلمان:

1- مناظر الحفلة الربيعية للجيش العراقي

2- تدشين طيارة مدينة بغداد

أما (سنترال سينما) فقد أعلنت عن تخفيض أسعار الدخول إليها ليتمكن الجميع من الاستفادة من الرواية الجميلة والمفيدة··

إن هذا القرار لم يأت عبثاً، بل أن أسباباً موضوعية عامة أوجبت إصداره، وكان للصحافة دور في أن تشير إلى الواقع الذي يحيط بممارسة العمل في مجال العروض السينمائية فقد أشارت جريدة العراق في مقال افتتاحي لها تقول فيه:

لقد حظيت بغداد بجملة سينمات تتناسب في رقيها وانتظامها مع ما يجب أن تكون عليه عاصمة العراق، إلا أن هذه السينمات في السابق كانت تربح أرباحاً طائلة، لكن التدني الاقتصادي في البلاد جعلها في كساد نظير المرافق الأخرى وصار أصحابها يعانون الأمَّرين بسبب هذا الكساد·· ولو وقف الأمر بهم عند هذا الحد لهان الأمر، لكنهم يتكلفون نفقاتٍ ورسوماً باهضة جداً تُثقل كاهلهم وتجعلهم يئنون تحتها، فإن البلدية تستوفي من كل سينما رسماً شهرياً قدره (100) مائة ربيّة وهي تدفع فوق ذلك طوابع على تذاكر الدخول، ثم يستوفي منها الكمرك رسما عن الفيلم الرقوق بالوزن وهذه تكاليف عالية جداً·· حيث أن هذه الرسوم الكمركية تساوي أحياناً قيمة الفيلم أو تزيد عليها··

وتسجل الجريدة وجهة نظرها في السينما أو العروض السينمائية موافقةً بحماس كبير قائلة: إن هذه النفقات الطائلة والتكاليف الكثيرة فتت في عضد أصحاب السينمات وتصيبهم بخسائر كبيرة ولا تشجعهم على صناعتها·· والسينما من الصناعات التي يجب أن تعاضد وتشجع لأنها صناعات وطنية، هذا فضلاً عن لزومها لثقافة البلد وتهذيبه وتعليمه، وهي أحسن معاهد يختلفُ إليها في ساعات الفراغ من الليل، وتكافح مكافحة شديدة بيوت الفساد ودورَ اللهو المزري والخلاعة·· فعلى الحكومة والسينما تحمل هذه الفوائد·· أن تعمل جهدَها لتعاضدها وتنشطَها وتبدي التسهيلات اللازمة لها حتى تعيش وترقى وتتقدم

كان هذا الحديث في العشرينات من القرن الماضي· ودور السينما تحاول أن يتسِّع بها أصحابها وأن تتجاوز حدود بغداد شيئاً فشيئا· وتتنوع إلى حد ما مصادر الأفلام التي يستوردها أصحابها·· لتنشأ لدى البعض فكرة الإنتاج السينمائي·· ولكن كيف··؟

في بداية عام 1931 حاول بعض الشباب خلق حركة تمثيلية سينمائية -كما ذكرت جريدة الحاصد- فعرضوا المشروع على الممثل السينمائي النشيط آنذاك جوسوانون لكن هذا الشاب·· وكان لتوه عائداً إلى العراق·· فكان رده·· -كما نشرت الحاصد أيضاً-:

عدت وفي أعماق روحي رسالة الفن السينمائي أريد أن أنشرها في هذه الربوع·· تكلمت وخطبت وناديت·· ولكن على غير حدودي·· وكثيراً ما نحبت وبكيت فردد الصدى نواحي وبكائي

ثم يخاطبهم قائلاً:

إنني أرى أن مشروعكم يا إخوتي في الوطنية وزملائي في مذهبي الفني يتوقف على:

1- نوفر المادة الأولية

2- نوفر المادة الفنية

3- الحماية الحكومية

4- المؤازرة من الأمة

ويجب أن لا ننسى التضحية فهي أساس النجاح··

ويؤكد الموثق والباحث المرحوم أحمد فياض المفرّجي·· إن جوسوانون هو اسم مستعار لمعلم في مدرسة العوينة الابتدائية في الثلاثينات·· وقد استطاع السفر إلى أوربا ليتعرف على بعض العاملين في السينما والمشاركة معهم في تمثيل أدوار الكومبارس تحت الاسم المستعار نفسه·

بعد المحاولة الذاتية من لفيف من الشباب الهاوي لفن وصناعة السينما جرت محاولات أخرى لم يكتب لها النجاح·· منها محاولة شركة فوكس لإنتاج فيلم يمثل الحياة الاجتماعية في العراق تُستعرض به الآثار التاريخية·· وقد تمت مفاتحة الفنان حقي الشبلي وقد صرح الشبلي أن الغرض من هذا الفيلم هو بث الدعاية للعراق·· ويشمل كل ما يرفع رأس العراقيين·· وإن ممثلي هذا الفيلم لم يكونوا من أعضاء فرقته فقط·· وكان ذلك سنة 1934 أي قبل سفره إلى باريس لدراسة المسرح··

وفي عام 1938 أقدم التاجر المعروف حافظ القاضي على محاولة لإنتاج فيلم سينمائي·· ونشرت جريدة العالم العربي أن السيد مصطفى القاضي (وهو شقيق حافظ) قد سافر بطيارة إلى إنكلترا لجلب الأجهزة واللوازم تمهيداً لإنتاج الفيلم··

إن كل هذه المحاولات وغيرها·· والمحاولات في تأسيس شركات لهذا الغرض قد أُجهضت قبل أن يوفق أصحابها إلى تصوير اللقطات الأولى لأفلامهم··

ففي عام 1943 تأسست شركة أفلام بغداد المحدودة برأسمال قدره 15 ألف سهماً طرحت منها للاكتتاب (12.600) وكان سعر السهم الواحد ديناراً واحداً··

وفي أواسط الأربعينات تأسست عدة شركات أيضاً منها شركة الكواكب لإنتاج الأفلام السينمائية التجارية وشركة بغداد السينمائية، وشركة الرافدين السينمائية·· ولم توفق كلها في إنتاج أي فيلم بسبب جهلهم بصناعة السينما ومتطلباتها·· التي لا بد من توفرها أولاً ووسائل ديمومتها واستمرارية إنتاجها··

في عام 1946·· تأسست شركة أفلام الرشيد وهي شركة عراقية مصرية بل هي في الأصل مصرية أرادت أن تجمع عناصر من بلدان عربية يمكن لها أن تكون عناصر فيلم أطلق عليه ابن الشرق شارك فيه من العراق عادل عبدالوهاب وكان يدرس في القاهرة وهو شاب وسيم يحلم أن يكون نجماً سينمائياً·· وقارئ المنولوجات الفنان عزيز علي·· وحضيري أبو عزيز·· وكان بتقديري تجربة فاشلة لم تحقق لأحلام هواة السينما من العراقيين شيئاً·· لتأتي بعد هذه التجربة تجربة أخرى هي فيلم القاهرة - بغداد إنتاج شركة سينما الحمراء العراقية وشركة اتحاد الفنانين المصرية كتب القصة يوسف جوهر وحقي الشبلي، وأخرجه أحمد بدرخان ومثّل فيه من العراق حقي الشبلي وإبراهيم جلال وعفيفة إسكندر وفخري الزبيدي وغيرهم·

هذان الفيلمان هما تجربة لخوض عملية الإنتاج السينمائي من جهة والممارسة في حدود وجود الفنان العراقي فيها لاكتساب المعرفة العملية الأرحب والأغنى· وكانت البداية الحقيقية للإنتاج السينمائي في العراق هي تأسيس أستوديو بغداد·· والبداية بإنتاج فيلم عليا وعصام ليكون الإنتاج الأول في السينما العراقية·· من شركة عراقية وفنانين عراقيين·· مع خبرة متطورة من الفنان الفرنسي أندريه شوتان ومدير التصوير الفرنسي: جاك لامار·· ومعهم كاتب القصة والسيناريو والحوار: أنور شاؤول

التمثيل: إبراهيم جلال - عزيمة توفيق - سليمة مراد - جعفر السوري - عبدالله العزاوي··

ليعرض في 12 آذار 1949 في سينما روكسي·· وأن يصبح هذا اليوم عيد ميلاد السينما العراقية!

لقد صار وجود أستوديو بغداد السينمائي بإمكاناته التقنية ومجمع سينما روكسي بدارين سينما روكسي وريكس صارا عاملين لشركة سينمائية لا بد لها من مواصلة إنتاجها لسد حاجة الأستوديو على تواصل العمل بعد عليا وعصام··

الجانب الثاني أن أستوديو بغداد صار بإمكانه معونة أي محاولة إنتاجية سينمائية أخرى·· وإمكاناتُه كانت على مستوى تقني جيد··

من هذا الواقع الجديد شرعت شركة أستوديو بغداد بالتهيؤ لفيلم جديد ثان هو ليلى في العراق

وتحركت بعض الشركات والتجمعات السينمائية الصغيرة رغم قدراتها الفنية والتقنية الضعيفة لوضع أقدامها في ساحة الإنتاج لتحقيق رغباتها·· بل أحلامها في أن يكونوا نجوماً سينمائيين ومخرجين·· ما دام بإمكانهم الحصول على مبالغ من المال من هنا وهناك حتى وأن اضطر بعضهم إلى بيع بيته·· فالفيلم الذي سينتجه وبتقديره سيجني بأموال مضاعفة كما حصل لفيلم فتنة وحسن الذي عرض في 22 حزيران 1955 كما أن آخرين غامروا فنجحوا في خطواتهم الأولى·· لكن تكرار تلك الخطوات باءت بفشل ذريع·· فكانت أفلامه هزيلة وساذجة·· مثل ندم وأدبته الحياة وغيرهما··

غير أن أفلاماً أخرى بدأت بها مجموعة من حاملي التجربة السينمائية المتواضعة ممن شاركوا في علياء وعصام ومن متابعي الأفلام المصرية التي تستقطب الجماهير·· فراحوا يقلدونها ليقدموا على سبيل المثال وردة إخراج يحيى فائق·· وتصوير كريم مجيد·· وحوار صفاء مصطفى·· وفيلم ارحموني وهكذا· ظلت المحاولات تمتص مظاهر تلك الأفلام المصرية سواء بمواضيعها المأساوية تارة أو المضحكة تارة أخرى··

الأمر الذي لم يقنع بعض المثقفين من الشباب والعاملين من أجل تقديم أفلام تتميز عن هذا السيل من تقليد بائس وسطحي وأن يكون الإنتاج السينمائي يسير جنباً لجنب مع ما يقدمه العراق آنذاك في مجال الأدب والشعر والفن التشكيلي والمسرح والموسيقى وهكذا بدأ هذا الجمع المثقف بتقديم من المسؤول إخراج عبدالجبار ولي·· محاولة من خلال النص الذي كتبه ادمون صبري وبالرغم من أن المنحى كان مشابهاً للأفلام المصرية الشائعة·· لكن ارتفع فناً وتقنية عن الأفلام التي سبقته ليمهد السبيل إلى التجربة الثانية والرائدة في العمل السينمائي العراقي الذي استوحى من الواقعية الجديدة في الغالب·· عمق القدرة وبساطة الطرح الفني وتأثيره العميق·· ليقدم فيلم سعيد أفندي في كانون الأول 1957.· وكان عرضه أشبه بحلم أسطوري في مجال صيغة واقعية ارتفعت بمستواها شكلاً ومضموناً·

بعد سعيد أفندي·· وظروف العمل فيه·· وتخطي صعابه·· ظلت التجربة هدفاً لمن يريد أن يؤكد وجوده الفني العالي·· وهكذا ظل الاقتراب منه -من سعيد أفندي- معيار نجاح أكده النقاد وأشاروا إليه··

وتأسست مصلحة السينما والمسرح عام 1960·· فكان عوناً آخر بعد أستوديو بغداد للإنتاج السينمائي للقطاع الخاص·· ومصدر إنتاج سينمائي في مجال الفيلم الوثائقي أولاً·· ثم لتدخل ميدان الفيلم الروائي لسنوات طويلة·· ومنها نستطيع أن نلخص مسيرة الإنتاج السينمائي من خلال مَنْ عمل فيه في القطاع العام والخاص بهذا الجهد المتواضع:

لقد بلغت الأفلام الروائية العراقية التي أنتجت منذ فيلم ابن الشرق عام 1946 مائة فيلم··

وأنتجت الأفلام على الشكل التالي:

1- القطاع الخاص 48 فيلماً.

2- القطاع العام دائرة السينما والمسرح وكان اسمها حين أسست عام 1960-مصلحة السينما والمسرح- أنتجت 41 فيلماً.

3- شركة بابل للإنتاج السينمائي والتلفزيوني ثمانية أفلام.

4- دائرة التوجيه السياسي في وزارة الدفاع فيلمان من بين المائة فيلم وهناك (5) خمسة أفلام مشتركة مع أقطار عربية:

ثلاثة مع مصر:

ابن الشرق - 1946

القاهرة بغداد - 1947

بابل حبيبتي - 1988

اثنان مع لبنان:

الغرفة رقم 7 - 1966

ووداعاً يا لبنان - 1968

الإخراج:

أخرج الأفلام العراقية ثلاثة وخمسون مخرجاً وعلى الشكل التالي:

1- مخرج أجنبي واحد·· هو الفرنسي آندريه شوتان - فيلم علياء وعصام وشارك فيه مساعدون عراقيون.

2- ثمانية مخرجون عرب، هم:

إبراهيم حلمي - ابن الشرق

أحمد بدر خان - القاهرة بغداد

أحمد كامل مرسي - ليلى في العراق

فؤاد التهامي - التجربة

توفيق صالح - الأيام الطويلة

صلاح أبو سيف - القادسية

إبراهيم عبدالجليل - فائق يتزوج

محمد منير فنري - العاشق

3- (44) أربعة وأربعون مخرجاً عراقياً أولهم (حيدر العمر) الذي أخرج أول فيلم عراقي (فتنة وحسن)··

ويعتبر المخرج محمد شكري جميل المخرج رقم 1 في السينما العراقية كماً ونوعاً حيث أخرج عشرة أفلام عراقية كانت من بينها أفضل إنتاجات السينما العراقية على مدى تاريخها الذي امتد أكثر من نصف قرن··

يليه المخرج الراحل صاحب حداد و عبدالهادي الراوي بخمسة أفلام لكل منهما··

ويأتي في المركز الثالث كل من جعفر علي وفيصل الياسري·· ومخرج آخر اسمه (برهان جاسم) بأربعة أفلام·· لكل منهم·· علماً بأن الأخير هو صاحب أسوأ الأفلام فنياً في تاريخ الإنتاج السينمائي العراقي··

ومن بين الـ (44) مخرجاً هناك مخرجة واحدة هي خيرية المنصور التي قدمت فيلمين كوميديين·· مئة بالمئة وستة على ستة··

التصوير

أدار تصوير الأفلام العراقية (32) اثنان وثلاثون مدير تصوير توزعوا على الشكل التالي:

1- أربعة مصورين أجانب هم: الفرنسي جاك لامار، والهندي دفيجا، والإيطالي برونوسالفي، والبريطاني جاك هالديارد.

2- ستة مصورين مصريين هم: وحيد فريد، عبدالحليم نصر، أوهان مصطفى إمام، إبراهيم عادل، طارق التلمساني·

3- (22) اثنان وعشرون مدير تصوير عراقي بدءً من ويليام سايمون الذي صور فتنة وحسن··

وإذا كان المخرج العراقي محمد شكري جميل هو المخرج الأول كماً ونوعاً -كما ذكرنا- فقد أدار (نهاد علي) تصوير (18) ثمانية عشر فيلماً عراقياً بدءً بـ مشروع زواج - 1962 وانتهاءً بـ نرجس عروس كردستان - 1991.

ويليه في المركز الثاني (حاتم حسين) الذي أدار (11) أحد عشر فيلماً بدءً بـ بيوت في ذلك الزمان - 1977 وانتهاءً بـ الملك غازي - 1993.· فيما يمثل المركز الثالث (شكيب رشيد) و (عبداللطيف صالح) بسبعة أفلام لكل منهما·

المواضيع التي تناولتها الأفلام العراقية:

بالرغم من قلة الإنتاج السينمائي في العراق قياساً إلى تأريخها إلا أنها تناولت مواضيع مختلفة وقدمت نوعيات سينمائية متعددة من الدراما الاجتماعية إلى الكوميديا··· والفيلم السياسي والحربي والأفلام الغنائية وقد توزعت المواضيع كما يلي:

1- دراما اجتماعية 42 فيلما

2- أفلام سياسية 15 فيلما

3- أفلام كوميدية 14 فيلما

4- أفلام عن قادسية صدام 12 فيلما

5- أفلام غنائية استعراضية 8 أفلام

6- أفلام تاريخية 5 أفلام

7- أفلام بوليسية 3 أفلام

الأعمال الأدبية العراقية التي استعانت بها بعض الأفلام العراقية:

1- رواية العطش لعبدالرزاق المطلبي (الضامئون) 1972·

2- رواية (خمس أصوات) لغائب طعمة فرمان التي تحولت إلى (المنعطف) 1975·

3- النهر والرماد - لمحمد شاكر سبع التي تحولت إلى (النهر) 1978·

4- القمر والأسوار رواية عبدالرحمن مجيد الربيعي التي تحولت إلى (الأسوار) 1979·

5- الأيام الطويلة - لعبد الأمير معلة حولت فيلماً بنفس الاسم 1980·

ختاماً ومع العرض الذي اختصرته كثيراً·· وأطلت في بعض النقاط فيه قليلاً·· ومع تأملٍ لظروف الإنتاج السينمائي في العراق والإمكانات فيه ومن التأثر الذي ترك أثره عبر ما سبق البداية في الإنتاج أو رافقه لزمن وما زال·· أمكنني أن أشير إلى عدد من أفلام اعتبرها متميزة عن غيرها وجديدةً بأن تحسب لها قيمة فنية بنسب تتفاوت هنا وهناك لكنها لا تسقط في الرداءة أبداً:

1- عليا وعصام 1949

2- من المسؤول 1957

3- سعيد أفندي 1957

4- عروس الفرات 1958

5- قطار ساعة 7 1962

6- إنعيمة 1962

7- أبو هيلة 1962

8- نبوخذ نصر 1962

9- الحارس 1967

10- الجابي 1968

11- الظامئون 1972

12- المنعطف 1975

13- الراس 1977

14- بيوت في ذلك الزقاق 1977

15- النهر 1978

16- التجربة 1978

17- يوم آخر 1979

18- الأسوار 1979

19- القناص 1980

20- المسألة الكبرى 1983

21- حب في بغداد 1987

22- الحدود الملتهبة 1987

23- الفارس والجبل 1987

24- شيء من القوة 1988

25- بابل حبيبتي 1988

26- البيت 1988

27- ستة على ستة 1988

28- عرس عراقي 1988

29- حب ودراجة 1989

30- اللعبة 1989

31- في ليلة سفر 1990

32- السيد المدير 1991

33- الملك غازي 1993

34- غير صالح للعرض 2005

الصفحات