كتاب " الألق المضيء "تأليف محمود سعيد سليم ، والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
كتاب " الألق المضيء "تأليف محمود سعيد سليم ، والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
توطئة
حين أهلّ "عليَّ" هذا "الألق" بضوئه ذات صباح من كانون الثاني 2009 أعادني عقوداً ذوات عدد أوائل السبعينات من القرن الماضي، وكان شاعرنا محمود سليم يدّرس إذ ذاك في جامعة بيروت العربية، تتبادى على وجهه ملامح النجابة والإقبال، غير أنّ عينيه ونبرات صوته كانت تشي بمشاعر متماوجة تتلمس رغماً عنه في "إيقاع" داخلي لا يستطيع له دفعاً. وقد كان واضحاً أنه وُلد شاعراً...
وظللت على مراحل – منذ ذلك التاريخ – أستمتع بجلساته، وبمزاميره في ألوان من فنون القول شتــّـى. فلمّا جاءني "ألقه المضيء" هذا لم يَفجأْني، لأنه يصدر عن هذه النفس التي عهدتها على هذا النسق الذي حدثتك عنه، غير أنيّ سعدت أنّ ديوانه هذا جمع أشياء تبدو مختلفة لكنك لا تلبث أن تردّها إلى "نــَـفَسٍ" واحد، وإلى "ماء" واحد، فالجوهر الجامع لها هو ذلك الاستغراق للتأمل في خلق الله سبحانه صدوراً عن حسٍّ ديني لا يتأبّى على النظر العابر فقد جاء شعره عن الأمومة، والطفولة، متناسقاً مع شعره عن الأعياد الدينية وبخاصة في الشهر الأعظم حين يُمسك الناس عن الطعام والشراب والشهوات، وكذلك قصائده في الحكمة وتأمّل الزمان وحال الناس، ووصفه للطبيعة وبخاصة جبل الباروك وأرزاته في عشق مُتولَهٍ لا تسعفه قدرة على إخفائه، وأخيراً شعره قي الغزل. الرائقِ...
كل أولئك "تناغم" في "تــَـوَجُّهٍ" واحد نحو الصلاة، ومن ثمّ لم يكن مُستغرباً أن نجد هذه "التــَّناصَّ" القرآني الواضح في هذا "الألق" حين أشار إلى ما نحن فيه بأنــّهم "أحلّوا قومهم دار البوار"، وإلى الأمل في "هدهد سليمان" حين أفصح: مكثت غير بعيد.
بيروت في 23/1/2009
أ. د. عبده الراجحي
أستاذ اللغويات في جامعتي
الإسكندرية – وبيروت العربية
عضو مجمع اللغة العربية في القاهرة