قبائل العرب تفاضلت فيما بينها بناءً على معايير أخلاقية كانت قد ارتضتها، فكانت تتفاضل بالمروءة وبكل عناوينها من شجاعة وكرم وحماية جار وحلم وإباء وصدق وما إلى ذلك.
قراءة كتاب المختصر في أخبار كنانة مضر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
وأخوتهم كنانة عن إياد(11)
وحقيقة ثابتة تاريخياً، أن بني النضر (قريش) أقرب جغرافياً وأكثر التصاقاً بخزاعة من بقية قبائل كنانة، فلو كانت قريش معروفة بهذا الاسم لذكرها الأيادي ولكنه لم يفعل.
أما الشعر المنسوب لتبع الثالث والذي يقول فيه:
وقريش هي التي تسكن البحر
بها سميت قريش قريشا
هكذا في البلاد حي قريش
يأكلون البلاد أكلاً كشيشا
فهو شعر مصنوع وموضوع ولا يمكن الركون إليه وربما قاله أحد القرشيين ونسبه لتبع.
أما ما زعم من وجود شعر كان مكتوباً على باب مدينة ظفار، يقول:
يوم شيدت ظفار، قيل: لمن أنـ
ـت؟ قالت: لحمير الأخبار
ثم سيلت: ما بعد ذاك؟ فقالت
إن ملكي لقريش التجار(12)
فهو شعر موضوع أيضاً ويدّعي معرفة الغيب، وهذا يعني أنه كسابقه متأخر النظم.
أما شعر زهير بن أبي سلمى الذي يقول فيه:
فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله
رجال بنوه من قريش وجرهم
فهو شعر متأخر، إذ إن زهيراً عاش حتى الإسلام أو قريباً منه(13).
قد يكون ما قاله رجل من العرب في رثاء المطلب بن عبد مناف أول وأقدم ذكر لقريش، قال:
قد ظمئ الحجيج بعد المطلب