قراءة كتاب أميرة أبليس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أميرة أبليس

أميرة أبليس

كتاب " أميرة أبليس " ، تأليف فوزي صادق .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
 

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: فوزي صادق
الصفحة رقم: 1

لا أعرف من أين أبـدأ وكيف أبدأ آخر أوراقي النجسة،فـقلمي يرتعد خوفاُ بين أصابعي المتعرقة،ونفسي ساخطة على كل عضو من جسدي...أريد إنهاء هذه الرزمة الحـقيرة...أريد أن أنتزعها...أريد أن أطويها وأخفيها...كي أتحرر من بقع سوداء أستعمرت ذاكرتي،لعلي أنساها،ولعلي أريح ضميري وأشتم رائحة السعادة.

إنها حـقبة من ذاكرتي القذرة وبصمات لآيام الخطيئة،أيام المراهقة المُرة،التي تركتني فريسة تائهة دون رحمة،وكأن شرفي زجاج مشروخ يتكئ جدار دكان مهجور،فلا يستطيع الصانع إصلاحه،ولا أستطيع أنا أخفاءه أو نسيانه.

إنها رزمة أوراق عجنت من لحاء الحديد،نقشها التاريخ بأصابعي حتى تكسرت أظافري،ومدادها دم كرامتي التي لن ترجع،بها تفصيل ماجرى علي في أيام الإنفلات والضحكات،أيام الإهمال والـلامسؤلية.

إنها مدونة لفضفضة نفسي المنكسرة،التي عنونـتها بمراهقة مجرمة أصبحت أميرة لإبليس الرجيم،وهذا أقل أسم تعنون به قصتي،ولو وجدت أقسى منه لوضعته،فهي مجموعة خطايا فوق رأس مراهقة خطرة غدرت بضحياها،حتى سلبتهم شرفهم وعرضهم،وحتى أوقعتهم في متاهات غرف الشياطين،وأنا الأن جازمة أني أدفع الثمن بقلب ميت،وكل ماجرى لي من تحديد مصير أنا فيه،هو بسبب الإهمال.

أي نعم أهملوني أهلي وتركوني وحيدة أسيرة تحت إستعمار الأهواء وغرائز الأجساد،هُم الجناة لضياعي وإتباعي طرق الرذيلة بفرحة مني ومباركة منهم،كيف لا وقد تركوا لي الحبل على الغارب،لأصارع بحر الملذات بين أنياب الذئاب.

حصل ماحصل،وها أنا ذا أدفع الثمن،نعم أدفع الثمن،أنا الأن جالسة بجانبه على سريرالعقاب،وشخير صوته أزعجني،ورائحته النتـنة أفقـدتني حاسة الشم،بعد أن

قضى وطره مني،وكيف لا! وقد زوجوني منه بالقوة بعدما صرخ أبي:

أنت من أخطأ وأنت من يدفع الثمن،ستتزوجيه حتى لو كان بعمر جدك،وأحمدي الله إنك وجدت من يستر عليك بعيوبك،وجمالك لن ينفعـك مادامت عليك لعنة إبليس.

لقد ُولدت مشكلتي في حرم المدرسة المتوسطة،وبالتحديد بين صفوف المراهقات الطائشات،وأقصد بهن صديقات السوء،اللاتي ينتشرن في معظم المدارس،حيث بات معروفاً لدى الجميع إن المدارس مكان خصب لتجمعهن ولنشر سمومهن الهدامة.

أنا لا أدعي الكذب إن قلت لاحسيب ولارقيب في بعض المدارس،أي نعم الإدارة تحاول السيطرة على الوضع وتوقيع بعض الإنذارات،لكن هيهات هيهات وقد أفلتت منها زمام الأمور،فالمدرسة مليئة بالفتيات المنحرفات،حتى أتسعت الرقعة على الراقع،فغرقت سفن تربوية وعلى متنهن فتيات عفيفات،هن من كل بستان زهرة.

سأبدأ روايتي بأتعس ذكرياتي عندما كنت طالبة بتلك المرحلة الخطيرة،وتحديداً بالصف الثالث المتوسط،فحينها كنت في قمة الغرور والثقة الزائدة والصلابة في إتخاذ القرارات،ورفض نصائح كل من حولي مهما كبرت ونضجت عقولهم وأعمارهم،سأعود بكم إلي زمن الماضي القريب،حيث بداية النهاية لحياة مراهقة جميلة مدلـلة أصبحت منحرفة ومؤثرة،جنت على نفسها وعلى الآخرين ممن حولها.

الصفحات