الكتاب الذي بين يديك الآن ليس كتاب عادي، بل كتاب مميز يجب أن تعيد قراءته ومراجعته لأنه مرشد عملي مدهش لتحويل الحكمة إلى حياة ناجحة وسعيدة.
أنت هنا
قراءة كتاب كيف تفكر لتحقيق أهدافك؟
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
كيف تفكر لتحقيق أهدافك؟
فلسفة الصفوة (النخبة)
دعنا ننظر الآن إلى الفلسفة التي يتبعها العشرين بالمئة من النخبة القليلة التي تتقدم وتتمتع بالحياة. لنسمي ممثل هذه المجموعة «بديع».
«بديع» يدرك أن الحياة بلا حدود. إنه لا يقوم بأعمال تؤذي جيرانه، لكنه في الوقت نفسه بالحقيقة لا يهتم بما يفكرون، إنه مهتم أكثر بما يفكر هو نفسه وبما يريد.
مثلاً إذا قصّ جاره العشب أمام منزله مرتين في الأسبوع، هذا لا يزعجه، «بديع» يقص العشب من أمام منزله عدة مرات في الأسبوع وكما يريحه.
«بديع» يشعر بمساواته بالآخرين، ولديه عمل يعطيه دخلاً متناسباً مع ما ينتجه. إذا أنتج أكثر نتيجة طموحه وذكائه، يتوقع أن يُدفع له أكثر. في قرارة نفسه يشعر أنه قائد لمصيره.
«بديع» يأخذ عطلة ليس مرة واحدة بالسنة فقط، لكن عدة مرات ما أمكن. «بديع» وعائلته نادراً ما يقوموا بعمل الشيء ذاته مرتين. إنه حذر. يريد التجربة. بمعنى سيكولوجي يحب العيش المتحرك الخلاق، إنه يعمل أشياء مختلفة ومدهشة.
«بديع» ليس قلقاً على الأمان والمستقبل، إنه مطمئن أنه يستطيع أن يقوم في المستقبل بمعالجة أي حالة تطرأ. وهو يدرك أن الطمأنينة والتأمين والأمان يأتي من الداخل.
في العمل «بديع» يدافع عن لقبه يومياً، إنه ليس خائفاً من الأشخاص الذين ربما يدفعونه - الحقيقة إنه يستمتع بالمنافسة، حيث يجعل التنافس عمله مريحاً.
«بديع» يقود السيارة التي يريد قيادتها، يذهب إلى حيث يريد أن يذهب، يستمتع بعائلته، ويعيش لينال دفعات وحوافز من الحياة. وقد تعلم حكمة الفيلسوف دزرائيلي - الحياة أقصر كثيراً من أن تكون وضيعة.
«بديع» يتجنب الروتين الممل. يعمل أشياء ويكسر الروتين الممل للحياة، ويبقي نفسه متجدداً.
«بديع» ينظر للمستقبل، ليس كنقطة في الفضاء حيث يمكنه أن يجلس على الرمل، ولا يعمل أي شيء، لكن كنقطة في الزمان حيث يكون قد أنجز أهدافه المعينة. «بديع» يأخذ الفرص لأنه يدرك قانوناً في الطبيعة هو عدم الثبات والتأكيد، وهو يتبع خريطة في العيش والحياة.
«بديع» ليس مهتم بدخل جاره، «بديع» مهتم بمقدار الدخل الذي يخصه هو. «بديع» ليس مهتماً بالعيش بسلام لدرجة أنه لا يعمل شيئاً مهماً أو لا يواجه أي مشاكل أو مصاعب.
«بديع» يتجنب محادثات المطاعم والاستراحات التي تدور حول الرئيس أو المدير وعلاقاته الاجتماعية، هو مهتم بعلاقاته العائلية الذاتية.
لديك الآن فلسفتين مختلفتين، وإن هذا الاختلاف في الفلسفتين هو ما يفسر ويوضح لماذا تدفع الحياة إلى «بديع» أربع أضعاف ما تدفعه الحياة إلى «سهل». «سهل» متقيد طبقاً لما تمليه عليه الجماعة العادية، هو عبداً سيكولوجياً من الطبقة الوسطى في العصر الحديث. أما «بديع» فهو رجل حر، فعال، منتج، وملك عصري.
إن ثمانين في المئة سلّم قوته النفسية للعامة. ثمانين بالمئة قرر عدم العيش، ويسمح للآخرين السيطرة على تفكيره.
عندما تسير الأشياء بطريقة خطأ، فإن أشباه «سهل» يلومون زوجاتهم أو رئيس العمل، أو بعض السياسيين، أو مستخدميهم. أشباه «سهل» دائماً يجدون بسهولة من يلومونه (الشخص الذي يحمل خطايا غيره) بسبب مشاكلهم الذاتية. لن يخطر ببال أشباه «سهل» أنه قد يكون لديهم شيء خطأ يسبب المشاكل. بينما أشباه «بديع» لا يلومون الزوجة، أو رئيسهم في العمل، أو المستخدمين، أو الحكومة في العاصمة. لقد وصل «بديع» إلى النضج السيكولوجي - إنه يعتبر نفسه مسؤولاً عن أخطائه. وبذلك فإن «بديع» يؤسس نفسه كرجل يستطيع النمو والعلو إلى مستويات أعلى وأعلى من المسؤولية.
يذكر د. شوارتز في أحد كتبه أنه من عدة سنوات حضر الذكرى السنوية الخامسة عشرة لصفّه الجامعي. خمسة عشر سنة مدة طويلة كافية لرؤية ميول معينة وكيف أصبحت حياة الناس.
خلال نهاية الأسبوع يوم الجمعة إلى الأحد، كان لدي الفرصة للتحدث مع خمسة أصدقاء عرفتهم جيداً في الكلية، كل واحد من هؤلاء الأشخاص ابتدأ بطموح عظيم وأحلام عظيمة، وآمال عظيمة.
هؤلاء أفراد تقاسموا الخبرات نفسها، عرفوا الناس أنفسهم. في تلك الأيام الماضية الطويلة تحدثنا عن الأشياء التي يتحدث عنها معظم طلاب الكلية - النجاح، الحب، الأعمال، المهن، السلام العالمي، المستقبل، الله سبحانه وتعالى، السياسة. لكن أكثر شيء تحدثنا عن الأهداف التي نسعى لتحقيقها. وتفلسفنا عن الحياة، وكان لدينا أحلام كنا نشير إليها «الحياة الحقيقية الجيدة الجيدة».