أنت هنا

قراءة كتاب خطاب أدب الرحلات في القرن الرابع الهجري

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
خطاب أدب الرحلات في القرن الرابع الهجري

خطاب أدب الرحلات في القرن الرابع الهجري

كتاب : خطاب أدب الرحلات في القرن الرابع الهجري " ، تأليف د. نهلة الشقران ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

2. ابن فضلان
هو أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد، كان مولىً لأحد العباسيين، لا يعلم المؤرِّخون شيئاً عن حياته، ولكن مما لا شكَّ فيه أنه ارتحل سنة 309 هـ إلى بلاد البلغار، والحقُّ أن لهذه الرحلة شأناً عظيماً؛ لأن ابن فضلان كان رسولاً للخليفة العباسي المقتدر بالله (295- 320 هـ) في بعثة إلى ملك البلغار، بعد أن أسلم، وكتب إلى الخليفة بذلك كتاباً يسأله أن يرسل إليه من يفقِّهه في الدين ( )، فأرسل الخليفةُ أحمدَ بن فضلان رئيسَ بعثةٍ إلى ملك الصقالبة.
بعد عودته إلى بغداد وضع كتاباً في وصف رحلته إلى القوم، وأَلمَّ إلماماً دقيقاً بأحوالهم وعاداتهم ومعتقداتهم، ولم يصف شعب البلغار وحده، بل وصف أيضاً الخزر والروس.
تُعَدُّ رحلة ابن فضلان أثراً طريفاً من آثار عصـره، فهي تُقدِّم صورة حية للظروف السياسيَّة في العالم الإسلاميِّ، والعلاقات بين بلاد الإسلام والبلاد المجاورة لها( )، ويعدُّها شوقي ضيف رمزاً لرحلات العرب في أوروبا( ).
وُصِفَ ابن فضلان بالذكاء والحنكة السياسية( )، وعُرِف بأسلوبه القصصيِّ السلس الذي لا يخلو بين آونة وأخرى من بعض الدعابة التي ربما لم تكن مقصودة( ).
طُبعت الرحلة مرتين( ) بنقص ملحوظ فيها، ويزعم سليمان المدني أنه وجد تكملة الرحلة، ويؤكِّد ذلك في كتابه «أكلة لحوم البشر، عن مخطوطة لابن فضلان»، فيخلط ما حقَّقه سامي الدهَّان، مع ما وجده ظناً منه أنه بذلك سدَّ الثغرات في النسختين( )، ولكن ما جاء به ليس سوى رواية لروائيٍّ أمريكيٍّ، اعتاد مزج التاريخ بالخيال والأسطورة، لجذب القرَّاء إليه، ولا يخفى على قارئ كتاب المدني أنه يحوي فكراً ولغة لا تمت لأدب الرحلات بصِلة.
وقع حيدر غيبة في الخطأ نفسه عندما أصدر كتابه سنة 1994، بناءً على رواية مايكل كرايتون (Eaters of the Dead) ( )، فظنَّ أنها صورة للمخطوطة الضائعة، ويبدو أن رحلة ابن فضلان في طبعة كرايتون المزعومة خلت من الفقرات الخاصة بزيارة بلاد الصقالبة التي هي الهدف الأساسي من مهمَّة ابن فضلان، وكذلك الجزء الخاص بزيارة بلاد الخزر، وكلاهما موجود في الطبعة العربية (طبعة مشهد) التي حقَّقها الدهَّان، وفي الوقت ذاته خلت الطبعة العربية من زيارة ابن فضلان لبلاد الشمال المعروفة باسم (اسكندنافيا)، ووجدت عند كرايتون بمغامراتها المثيرة ومعلوماتها الوفيرة، وهذا الجزء يشكِّل نحو ثلاثة أرباع حجم الرحلة الأساسي.
هذا الأمر أوقع حيدر غيبة بخطأ اعتبار الرواية الخيالية لكرايتون مخطوطة جديدة عثر عليها لابن فضلان، إذ التقط كرايتون شيئاً من التاريخ، ونسج منه خيالاً واسعاً، ويبدو أنه يلجأ إلى ذلك كثيراً في كتاباته.
 

الصفحات