كتاب " نازك خانم " ، تأليف لينا هويان الحسن ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنشر
أنت هنا
قراءة كتاب نازك خانم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
شبلي بيك يضحك، وهل يمكن المكعب أن يكون شهيًّا؟ إذا كان جزءًا من هندسة نازك الجميلة، فلا بد أنه سيكون مسكرًا ومدوخًا، سيكون أكثر من شهيّ.
كلما حضرت نازك خانم واحدة من حفلات الطبقة الأرستقراطية في دمشق، خمنت أن غالبية الحديث ستدور حولها.
إذا كانت الدعوة في إحدى فيلات بلودان، فإن نازك ستقود سيارتها الفورد السوداء المكشوفة، وتركن سيارتها عقب فرامات متتالية، وتنزل منها وهي توظب تنورتها القصيرة، وتنتعل حذاء بكعب عالٍ قرب السيارة. ولأن الجميع يعرف عادتها تلك ، سيكون كل الرجال على الشرفة بانتظار وصول نازك المدوي، فليس كل البشر يبلغون مكانًا ما بالطريقة ذاتها، ونازك لها طريقتها «الفضائحية أو المسعورة» كما كانت كل النساء على تسميتها.
نازك ستصل وستنزل من السيارة وهي حافية، سترمي حذاءها أمامها... وتدخله برجليها على مرأى الكل. وطبعًا، ستنحني وسيبرز صدرها وتتسع عيون الرجال، وستظل صورة ساقيها اللاهيتين في ذهن كل الساهرين.
كانت ملفتة مثل فضيحة صافية تمشي على قدمين... نازك الجريئة التي ترتدي الميني جوب، وتشرب الويسكي دون أن تبدو عليها علامات السكر، كانت تعرف أنها كائن جميل جدًّا غير مرغوب بوجوده. طبعًا، من قِبَل النساء.
عندما عادت الى دمشق، كانت قد صبغت شعرها حديثًا بالأشقر، وكشفت عن مفاتن جسد مشدود العضلات ملوح قليلًا بالشمس، غريماتها بررن سرّ محافظتها على رشاقتها أنها لم تنجب أولادًا... مهما تكلمن عنها كانت نازك تعود لأول مرة إلى دمشق عقب عشرين عامًّا، تسبقها إشاعات شتى ومذهلة عنها.
كان البعض يمرر قصاصات من الصحف الفرنسية تظهر بها فتاة شابة تشبهها كثيرًا تعرض أزياء مختلفة، في بعضها ترتدي الفرو، وفي البعض الآخر ترتدي لباس البحر.
وهنالك صور تبدو فيها شبه عارية تحمل فيها حقيبة من جلد التمساح...
مع ازدياد الإشاعات، زاد سحرها بنظر الرجال. وأصبحت شبيهة بريجيت باردو القادمة من باريس. وكلما مرت، تهامس الرجال حولها بخفوت «وخلق الله المرأة».
نازك كانت قد حضرت الفيلم الذي حمل هذا العنوان «وخلق الله المرأة « مع حبيبها وزميلها في السوربون «مارك».
الفرق بينها وبين بريجيت باردو أنها لم تتبختر حافية القدمين على شاطئ البحر أمام الدمشقيين.
لكن ذلك لم يكن ضروريًّا فالدقيقة أو الدقيقتن اللتان تقضيهما حافية عند باب سيارتها كافيتان، فالرجال مفتونون بها. فقط، كان عليها أن تختار أي رجل يمكن أن يستهوي ذائقتها، يمكنها أن تختار عازبًا أو متزوجًا أو مطلقًا أو أرملًا، كل الرجال طوع بنانها.
نازك كانت تردد بجرأة في المجتمع الدمشقي، أن امرأة القرن العشرين، كالعبقرية: أي نتيجة حاسمة نهائية لجهد تمت مراكمته خلال قرون طويلة.
بيكاسو، سألها يومها عن عشتار، من هي؟ إنه يعرف فينوس وأفروديت، فمن هي عشتار؟ نازك شرحت له وهي معتزة بكامل عريها، وقد جعلها تجلس لتشبه امرأة من الميثولوجيا الإغريقية اسمها ليدا، شرحت له أن عشتار هي جدة فينوس وأفروديت، إنها ربّة الجمال في الشرق.
وبعدها سألته عن ليدا، شرح لها أنها امرأة اعجبت كبير آلهة الأولمب زوس، وكانت زوجة ملك، فلم يكن بوسعه الاقتراب منها إلا متنكرًا فجاءها بهيئة بجعة هاربة من صقر وفتحت ليدا ذراعيها للبجعة الخائفة وحين تأكد زوس أنه بين ذراعيها، ومتحكم بها، برز بهيئته الحقيقية وضاجع ليدا المذهولة وأنجبت منه أربعة توائم. بينهم فتاة نادرة الحسن لم يعرف التاريخ أجمل منها اسمها هيلين، وحين كبرت تسببت بحرب بين الإغريق ومملكة اسمها طروادة.