كتاب " أوراق امرأة " ، تأليف عواطف الزين ، الذي صدر عن دار موزاييك للترجمات والنشر والتوزيع ، نقرأ م
قراءة كتاب أوراق امرأة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
تكمل "عفاف" طريقها، تعود أصداءُ السؤال القديم، تحوم في فضاء المكان، تتشكّل لديها رغبة في الاستفسار وتوق إلى معرفة الحقيقة.
حين جمعهما المكان بحضور ابنتها وصديقة مقرّبة، حاول أن يجيب عن سؤالها الحائر، بدا مراوغاً، لم يعترف بهزيمته أو بسرّ اختفائه المفاجىء، وكيف استطاع أن يغادر عالمها الأخضر بكلّ قسوة، إلى آخر شكّله بعيداً عنها، برغبته أو دونها؟ كانت تودّ بلهفةٍ أن تضع الأمور في نصابها، وتسترد شيئاً من كرامة ضائعة ولو بعد فوات الأوان، وتسمع ما كان ينبغي أن تسمعه قبل سنوات طويلة، ليردّ لها أمانة في عنقه، أو بعضاً من دَين لها عليه! بدا مرتبكاً وظلّ لبعض الوقت كمن يبحث عن مخرج أو إجابة ملائمة. تحدّث عن وقت ضائع وأيام هائمة، وحلاوة فقدتْ طعمَها، كانت عيناه حائرتين تبحثان عن مهرب، لكن سؤالها المُلح ظلّ يلاحقه، يحاصره، ويستفزه .استقرت نظراته عند صديقتها وما ظهر من صدرها المثير، ولم تسلم ابنتهامن براثن نظراته المكشوفة وإن حاول إلباسها ثوب الأبوة الخادع، لم يستطع حازم تبرير هروبه ذات مساء عتيق. اعتقد في قرارة نفسه أنه ما زال مرغوباً، خشي أن يفقد صوتُه رنّةَ الذكرياتِ الحميمة، وطعم القبلات الخائفة وثوانيها، لوّن إجاباته بعراقيل مفتعلة من هنا، ومواقف متخيلة من هناك، وضع اللَّومَ على عاتق أسرتها؛ شقيقها الأكبر مرة، وأمها، وشقيقها الأصغر مرات، ليخلق موانع تحول دون بقائه حبيباً مع سبق الإصرار .
في صباح اليوم التالي حدثت نفسها بلهجة لائمةٍ حديثَ الخيبة: "هل استحق حازم كل ذلك العناء والانتظار؟"
ترددت كثيراً قبل أن تردَّ على مكالمته الثانية،حين هاتفها شاكراً تقبلها مجيئه. قال لها بصوت منطفىء نادم:
كم كنت غبيا !