رواية " ظل أنثى الوزير " ، تأليف اسامة عبيد ، والتي صدرت عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ من اجواء
أنت هنا
قراءة كتاب ظل أنثى الوزير
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
تأقلم وتجانس مع حياة العزوبية، وقرر أن يتزوجها إلى أن تأتي المرأة التي تنتشله منها، كان يطبخ قبل تسلمه الوزارة، يجيد طبخ الكبسة والبيض بكل أنواعه والمعكرونة وطبخة إيطالية تدعى (الفوتوتشيني)، أما بعد أن أصبح وزيراً... بريستيجه لم يسمح له بالطبخ، فلديه طباخة تصنع له كل ما يشتهيه، لكنه لا زال يحضّر قهوته التركية المفضلة لديه، وهو من النوع الانطوائي الذي لا يحب كثرة الصداقات والعلاقات والكلام الكثير... ليس اجتماعياً، لأن البشر قد يكونوا اجتماعيين ومنعزلين وأحياناً تختلط كلتا الحالتين لتكون مزيجاً آخر إنساني.
لو تزوج وهو في أوائل العشرين من عمره، لكان لديه أولاد في أوائل العشرين، ومن الممكن أن يكون له أحفاد، لكنه لم يرد ذلك، رغم أنه يحب الأطفال كفطرة بشرية ربانية، لكن مشاغل الحياة قد سرقته وطموحاته التي ليس لها حدود جعلته لا يفكر كثيراً في المرأة كأنثى... في المرأة كحب دائم في حياته التي تستحق أنثى لتكتمل، لأن الحياة من غير أنثى حياة ناقصة من نعومتها وحنانها.
عندما كان يدرس طب الأطفال في كندا، كانت زميلته في نفس التخصص واسمها... (نيكاي)، تحاول أن تلمح له بمشاعرها تجاهه، وكانت جميلة جداً وشقراء، لكنه لم يشعر بأي نوع من المشاعر تجاهها... بأي نوع من الحب، رغم أنها كانت ترغب بممارسة الجنس معه وهي راضية بذلك، لكن كانت مبادئه وقيمه تحتّم عليه أن... لا جنس دون حب.
وصوله إلى الوزارة دليل على نجاحه، نجاح مسيرته، نجح بدعم من والديه، برعايتهما وحبهما، رغم أنه افتقد الحب من الزوجة، لكن ذلك لم يعرقل مسيرته الناجحة تماماً، بداياته في جامعة الملك عبد العزيز في الطب والجراحة مع دفعة لم يتجاوز عددها الثلاثين طالباً، لم يكن الأفضل بينهم، لكنه كان مثالاً واضحاً للالتزام والدقة والجد والمثابرة.
سبع سنين حصل بعدها على بكالوريوس الطب والجراحة، بعدها ابتعث إلى كندا، وهناك تفوقه كان واضحاً رغم الغربة، لكن الغربة قد تصنع الرجال الحقيقيين وتصقلهم، حصل على الدكتوراه بعد عشر سنين قضاها في كندا في مدينة أدمنتون، بعد عودته إلى وطنه، عمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة في تخصص طب الأطفال، عُيِّن بعدها رئيساً لقسم الأطفال، وبعدها مديراً للمستشفى، أمتع وأحلى أوقاته قضاها عندما كان يشرف على علاج الأطفال مباشرة، كان هذا كل ما يريده منذ دخوله كلية الطب والجراحة، تخفيف آلام الأطفال... هل لأنه محروم من الأطفال؟ لأنه لم يتزوج حتى الآن، رغم بلوغه الثامنة والأربعين من عمره، لكنه يعتبر في عرف الوزراء وزيراً شاباً، لأن أغلب الوزراء في تلك الفترة كانوا في العقد السادس من عمرهم تقريباً.
عنونت إحدى الصحف المحلية بعد توليه وزارة الصحة، الوزير الشاب خطوة في طريق الإصلاح في السعودية، (الوزير الأعزب) كانت جذابة أكثر للقارئ السعودي.