كتاب " مرآة الشر " ، تأليف : محمد أحمد محمد الزريقي، نقرأ من الكتاب :
صباح يوم غائم، وفي مكتب مديرة المدرسة، جلست سمية والدة أحمد مقابل السيدة مريم، أخذت السيدة مريم تنظر إلى أحمد ذي السبعة أعوام والبشرة البيضاء والوجه الذي يُبدي الحزن، نظرة حادة، والذي كان يتجاهل نظرتها، لم تكن سمية سعيدة بسماع ملاحظات المديرة مريم حول ابنها، بدأت المديرة بالتحدث عن مشكلات أحمد: «أحمد غاب كثيرا عن المدرسة، وبالرجوع إلى سجل علاماته أعجب لأدائه، إذا كان يستطيع إحراز درجات جيدة، فما خطبه يكثر الغياب؟». لم تعرف سمية إذا كان جوابها مفيدا، لكنها بدأت الدفاع عن ابنها: «ابني يعاني من بعض المشكلات، فهو يمرض بسرعة وتلتهب لوزتاه باستمرار»، لم يبدُ أن السيدة مريم اقتنعت بعذر السيدة سمية، لكنها طرحت سؤالا آخر: «كيف تتعاملون مع أحمد في البيت؟ ألا يتعرض للضرب مثلا؟»، أجابت سمية على السؤال ببساطة: «نحن نعامله أفضل معاملة، إننا نربيه كما يجب، ولا أحد يضربه، في الواقع إنه يمرض إذا تعرض أحد له بإهانة»، قاطعت مريم الكلام: «بسبب مشكلة لوزتيه؟»، أجابت سمية موافقة: «بالضبط. أحمد يلقى من الدلال ما لا يلقاه أحد من ابنَي خاله حسّان، نحن نعيش في بيت أخي. حسنا، أحيانا يُضربان وينجو هو من العقاب». نظرت المديرة إلى أحمد متأملة كلام أمه، ثم قالت رأيها: «هذا الدلال كثير جدا، أخشى أنه يفسد أخلاق أحمد، لكن لا، هو لا يسبب أي مشاكل في الصف. لكن، ماذا عن الخجل الزائد؟ أحمد يتردد في رفع يده للإجابة وأنا متيقنة أنها لا تنقصه»، أجابت سمية على السؤال خجلة: «لا أعرف ماذا أفعل حيال خجله، لمَ لا تشارك بني؟»، أجاب أحمد على السؤال بخجل وصوت يكاد لا يُسمع: «أخاف أن تضربني المعلمة». هزت المديرة رأسها معبرة عن استيائها بما سمعت، وعاد أحمد لتجاهل نظرة المديرة بالنظر إلى الأرضية.
مشاركات المستخدمين